السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله لما فيه كل خير، وجزاكم الله خيرا على استشاراتكم الطيبة.
مشكلتي هي أني أريد الاستقامة، ولكن أصدقائي الذين أمشي معهم أحد الأسباب في منعي، فبماذا تنصحونني للاستقامة الصحيحة، والثقة برب العالمين، والثقة بالنفس، وعدم التفكير في الخلق، والتعلق بالله؟
وجزاكم الله خيرا، والمسلمين أجمعين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل شر، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فاعلم -بارك الله فيك- أنك ما وفقت لهذا السؤال إلا لمحبة ذلك في قلبك، ومن أحب الاستقامة وصار على المنهج، يوشك أن يصل -إن شاء الله تعالى- وإنا نوصيك بما يلي:
أولا: إخلاص النية لله عز وجل، وتوجه القصد له -سبحانه- وبذل الجهد في سبيل الوصول إلى هدفك المنشود، واعلم أن من أخلص له -تعالى- بيقين، وقصد مولاه بصدق، لم يخطئه توفيق الله -تعالى- له، ولم يحرمه الله معونته، فقد وعد الله -سبحانه- من جاهد نفسه فيه أن يهديه، كما قال سبحانه: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} العنكبوت:69.
ثانيا: ثق أن الله يحبك، ويريد لك الخير، قال سبحانه: {يريد الله بكم اليسر}، {والله يريد أن يتوب عليكم}، {يريد الله أن يخفف عنكم} واعلم أنك ما خطوت لله خطوة إلا كان الخير حليفا لك، قال تعالى في الحديث القدسي: (من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
ثالثا: آفة طريق الاستقامة: صديق السوء، ولعلك لاحظت ذلك بنفسك؛ لذلك ندعوك إلى قطع علاقتك بالفاسدين والمثبطين من أصدقائك، والإكثار من الأصدقاء الصالحين، وتذكر دائما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة).
رابعا: الحرص على طلب العلم الشرعي، فإن العلم منجاة، والجهل مهلكة، وتجد في هذا الموقع من الملفات الصوتية ما يساعدك -إن شاء الله- على ذلك.
خامسا: اهتم بالنوافل، واعلم أن النوافل هي حصن أمان الفرائض، فمتى ما خدشت تلك الفرائض كملتها، ومن فوائد النوافل: أنها تجعلك في معية الله -عز وجل- فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الله -عز وجل- قوله: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعـطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه).
وأخيرا: أكثر من الدعاء أن يثبتك الله على الحق، وأكثر من قولك: (اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه) واعلم أن الدعاء سهم صائب، وخاصة إذا كان في الثلث الأخير من الليل.
نسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.