السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سبق وأن طرحت مشكلتي في هذا القسم، وجزى الله القائمين عليه كل خير.
أنا مررت بظروف أثرت على نفسيتي كثيرا، كنت أمارس العادة السرية، وأشاهد أحيانا مقاطع جنسية، ولكن -الحمد لله- تبت إلى الله وأسأله سبحانه أن تكون خالصة لوجهه الكريم، وأسأل الله أن يغفر لي تقصيري وجهلي.
أبلغ من العمر 38 سنة، تقدم لخطبتي شاب متزوج ووافقت عليه لثناء الناس، فهو شخص كما قيل لنا محترم ومصل، وعملت التحاليل وجهزت كل أمور الشبكة التي لم يتبق عليها إلا يوما، ودعونا الناس وأنا كنت فرحة ومتخوفة كونه متزوج، واستخرت الله كثيرا، وقبل موعد الشبكة بيوم ذهب لأخي فأخبره أخي بأني حرة في راتبي - أنا معلمة- ولا يأخذ شيئا بدون رضاي، ولو كنت راضية أن أعطي زوجي الراتب كله فلا يهم أهلي؛ لأن ما يهمهم التوفيق والتفاهم بيننا، اتصل على أخي مرة أخرى وطلب تأجيل كتابة العقد، سأله أخي عن السبب، قال: لظروف، زوجتي غير راضية وسوف تنتحر وتشتت أبنائي.
المهم قلنا إذا كان من البداية غير قادر فالأفضل أن ينتهي الموضوع، وبالفعل انتهى وأخبرنا الناس الذين دعوناهم أن الموضوع انتهى، ولا أحد يعلم مقدار الألم الذي شعرت به إلا الله، لأنه أول موضوع يتم ويصل إلى هذا الحد، دائما مواضيعي تنتهي من البداية قبل التجهيز، لكن في نفسي جدا فرحة أن الله استجاب دعائي ولم أتورط بزواج وزوج غير قادر على العدل، والحمد لله على كل حال.
بعد هذا الموضوع بأسبوعين اتصلت علينا امرأة لخطبتي، فرحت بالرغم أني قلت لو تأجل الموضوع شهرا أو شهرين لتقبلته أكثر، لكن قلت الحمد لله هذا فرج من الله، وربما دعوة من الناس عندما علموا بنهاية الموضوع الأول بأن يعوضني الله خيرا، تمت الرؤية الشرعية من قبل أخواته، مما زاد تعلقي بالموضوع أنه غير متزوج وعمره قريب من عمري، سألنا عنه لكن الله يشفيه ويرفع عنه البلاء مصاب بمرض ذهاني، ولم ينصحونا الناس والمقربين منه، أسأل الله أن يشفيه، حتى الأطباء سألناهم وقالوا لا يستطيع تحمل المسؤولية بسبب هذا المرض، وانتهى الموضوع، ومن بدايته سألني أهلي عن رأيي، قلت لهم: أنا تركت الأمر بين يدي الله يختار لي ما يراه مناسبا لي.
حالتي الآن بكاء لأتفه الأسباب، وخاصة عند سماع موضوع زواج أو خطبة، والله يعلم ما في الصدور أنه ليس حسدا، أنا دائما أدعو لهم بالتوفيق والسعادة في حياتهم، ولكن شعوري بالنقص والحرمان هو الذي يسبب لي هذا البكاء، ووصلت لدرجة أني أرسل على نفسي من الجوال وأجلس أثرثر كأنها إنسانة ثانية، وأتخيل وأبارك لنفسي بالخطوبة والزواج والحمل، طبعا فعلتها مرة واحدة وخفت على نفسي أن أكون غير طبيعية.
وشيء آخر يزعجني، أني أرى في منامي دورات مياه وقاذورات -أكرمكم الله-، وأحيانا أرى عورتي في المنام، وأنا خائفة من هذه الأحلام، هي على فترات متباعدة لكن تتكرر في الشهر أحيانا مرتين، والله إني خائفة، أموري متعطلة من ناحية الزواج، أحتاجه جدا، أشعر بفراغ ورغبة في الأمومة وفي الستر.
دعواتكم لي بأن يفرج الله همي، ويرزقني من حيث لا أحتسب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونا لك على طاعته ورضاه، وتحققين معه الأمنيات التي تتمنينها وتحلمين بها.
وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – فأحب أن أبين لك أن الله الجليل جل جلاله سبحانه عندما بدأ يعرفنا بنفسه بدأ بتعريفنا بنفسه قائلا: {بسم الله الرحمن الرحيم} أن وصف نفسه بصفة الرحمة المتكررة، بل إنه يرحم المؤمن وغير المؤمن، أو المسلم وغير المسلم، وورد في السنة أن الله تبارك وتعالى أول ما خلق خلق القلم وقال له: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: (اكتب: إن رحمتي سبقت غضبي). فإذن رحمة الله تبارك وتعالى عظيمة، وفضل الله تبارك وتعالى عميم، والله تبارك وتعالى يعامل عباده الصالحين بالفضل ولا يعاملهم بالعدل، لأنه جل جلاله أرحم الرحمين وأكرم الأكرمين، بل وأرحم من الوالدة بولدها.
وأخبرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كذلك أن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه المقادير الأرزاق، والأرزاق متنوعة ومتعددة، فمنها الأموال، ومنها الأولاد، والصحة والعافية، والمال والجمال، كذلك منها الأزواج، فالأزواج رزق قدره الله تبارك وتعالى قبل خلق السموات والأرض، فما قدره الله هو كائن لا محالة، وأنت تعلمين أنه لا راد لقضاء الله ولا معقب لحكمه، فإذا كان الله تبارك وتعالى قد قدر لك زوجا فتأكدي أنه سوف يأتيك في الوقت الذي حدده الله تعالى، وبالصفات التي أرادها الله جل جلاله.
ولذلك قضيتك ليست في يد البشر، وإنما في يد خالق السموات والأرض جل جلاله سبحانه، والنبي – صلى الله عليه وسلم – أخبرنا أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأخبرنا أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ولذلك أنصحك – أختي الكريمة الفاضلة – بكثرة الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يمن الله عز وجل عليك بزوج صالح.
إذا كنت قد تعرضت أكثر من مرة لتجارب مؤلمة فهذا ليس معناه أن الدنيا قد انتهت، أو أن قضاء الله تعالى قد توقف، بل إن الأمر قائم وما زال - بإذن الله تعالى -، أعتقد أنك تتمتعين بفضل الله تعالى ورحمته بقدر طيب من الدين والالتزام بشرع الله والرضا بقضاء الله وقدره، لذا أنصحك – بارك الله فيك – بمواصلة الدعاء وعدم اليأس من رحمة الله تعالى، واعلمي – أختي الكريمة – أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، واعلمي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – هو الذي أخبرنا بأنه لن يغلب عسر يسرين، عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى، لأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء كما أخبر الحبيب المعصوم – صلوات ربي وسلامه عليه - .
عليك - بارك الله فيك – بحسن الظن بالله تعالى، ولا تيأسي من روح الله، واعلمي أن الأمور بيد الله وحده، وأنصحك بعمل رقية شرعية، لاحتمال أن يكون هناك أحد يتسبب في إيذاءك أو في إلحاق الضرر بك، فلا مانع من عدم رقية شرعية، إن استطعت أن تقومي بها فذلك حسن، وإلا لا مانع من الاستعانة ببعض الرقاة الشرعيين الثقات، كما أنصح بالاستماع إلى رقية الشيخ محمد جبريل – المقرئ المصري – فإنها من أقوى الرقى التي عرفها المسلمون اليوم، وهي مسجلة على الإنترنت، وتباع كذلك في الأسواق، فاستمعي إليها كلما كانت لديك فرصة، لعل وعسى أن يكون هناك مانع من قبل الجن فيصرفه الله تبارك وتعالى ببركة كلامه وكلام نبيه – صلى الله عليه وسلم -.
ألحي على الله بالدعاء – أختي الكريمة بدور – وأبشري بفرج من الله قريب، وأسأل الله أن يعجل لك بالفرج وبالزوج الصالح الذي يقر عينك وتسعدين به ويسعد بك، عاجلا غير آجل.
هذا وبالله التوفيق.