أحب ابنة عمي وأريدها زوجة لي.. لكني لا أعرف شعورها تجاهي وأخاف أن أفقدها.

0 515

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في 18 من عمري، دخلت المدرسة متأخرا بسنتين؛ بسبب ظروف، أنا في الصف الأول الثانوي، أحب ابنة عمي كثيرا، ولا أعرف إذا كانت تحبني أو لا، هي تكبرني بأقل من سنة، وستكمل المرحلة الثانوية هذه السنة.

مع العلم أني مررت بكثير من المشاكل التي أثرت علي بشكل كبير؛ لدرجة أني كرهت الحياة تماما، وتمنيت الموت، بدأت أفقد تركيزي في الدراسة، أصبحت مكتئبا جدا، ولكن الشيء الوحيد الذي جعلني أفكر بطريقة إيجابية في الحياة هي ابنة عمي.

أنا فقط أريد أن أعرف إذا كانت تحبني أم لا، إذا كانت تحبني فسأطمئن بأنها ستنتظرني، وسيكون لدي هدف في الحياة، وسأحاول أن أبذل قصارى جهدي لكي تصبح زوجتي، وإن كانت لا تحبني فسأحاول أن أنساها، مع أني لا أظن أني سأستطيع أنساها.

أخبرت أختي أن تسألها إذا كانت تحبني أم لا، ولكن أخبرتني بأنها لا تستطيع؛ بحكم أنهم يسكنون في مدينة أخرى، ولا نتقابل كثيرا.

لا أعرف ماذا أفعل؟ لا ستطيع النوم، أو الأكل بشكل جيد، أظل أفكر فيها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأنه من الممكن أن يتقدم لها أي شخص في أي لحظة.

وما جعلني أشعر بالخوف هي قصة ابن عمتي الذي يكبرني بعدة سنوات، كان يحب أختها التي تكبرها بسنة، ولكن فجأة صدم بخبر أنه تقدم لها شخص، ومنذ ذلك اليوم بدأت أشعر بالخوف، حاولت أن أنساها مرارا، ولكن كانت محاولاتي بلا جدوى، لا أريد أن أصدم فجأة بخبر زواجها.

كنت على بعد خطوة من مراسلة أختها الكبرى بهذا الخصوص، وأختها الكبرى تبلغ 28 سنة، وهي تحترمني جدا، وأنا بمثابة الأخ الأصغر بالنسبة لها، ولكن أخاف أن أفقد احترامها لي، أنا أتواصل معها من فترة إلى أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك ابننا الفاضل، ونشكر لك هذا التواصل، ونؤكد لك أن هذه القريبة مناسبة، وأن ما قمت به من الخطوات صحيح، فاطلب من أختك أن تحاول التواصل معها ولو عن طريق الهاتف، فإن هذه المسألة تتبين بل ربما يكون التواصل بالهاتف أمرا ميسورا.

وليس من الضروري أن تبدأ بهذا الأمر، لكن تبدأ بالسلام عليها، والسؤال عنها والاهتمام بها، ثم تبلغها السلام منك، وتبلغها التحية، وتعبر لها عن إعجابك بها، ثم بعد ذلك تشير إليها إشارات، والنساء يجدن العمل، يجدن التفاهم في مثل هذه الأمور.

فنتمنى أن تعود إلى أختك لحسم هذه المسألة حتى لا يضيع عليك الوقت، ونؤكد أن قبولها أو رفضها ليس نهاية المطاف؛ فالنساء غيرها كثير، لكن علمها بأنك تميل إليها، إعلان أختك عن طريقها أنها ترغب في أن تكون فلانة زوجة لشقيقها الذي هو أنت؛ هذه أمور معروفة ومألوفة بين البنات وبين النساء.

نحن لا ننصح إلا بهذه الخطة؛ لأنها محكمة؛ ولأن فيها ضوابط شرعية؛ ولأنها مناسبة جدا؛ ولأن القرب بين البنات حاصل، والتفاهم سهل في مثل هذه الأمور، وعندها ربما تسمع موافقة، تسمع ضحكات تدل على الموافقة، أو ربما تخبرها أنها مرتبطة، أو غير ذلك من الأمور التي ستضع أمرك على الوضوح، ستصبح الأمور والرؤية بالنسبة لك واضحة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

وإن قامت بهذا العمل الوالدة، أو قام به الوالد؛ فذلك أيضا حسن، حتى ولو على سبيل المزاح، لو قالت الوالدة: ترى ابنتكم فلانة نريدها لابننا فلان، وكذا مثل هذا الكلام يأتي عند النساء على أنه حجز، على أنه وعد، على أنها رغبة، وهذا يجعلهم حتى لو تقدم إنسان فإنهم سيتواصلون مع أسرتكم من أجل أن يعرفوا هل هم عازمون على الأمر أم يتركوا الفرصة للفتاة من أجل أن تمضي في حياتها وخياراتها.

ونؤكد لك أن الإنسان ينبغي أن لا يتمدد عاطفيا قبل أن يعرف الموافقة، قبل أن يعرف موافقة الطرف الآخر؛ فليس في هذا مصلحة، أن يرمي الإنسان حبائله ويجعل تفكيره ويجعل ميوله متجها في اتجاه لم يتبين له بعد ذلك إن كان هناك فرصة أو مجال لإكمال هذا المشوار.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات