كيف أتعامل مع خيانة خطيبي؟

0 499

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


لدي مشكلة وأتمنى منكم أن تدلوني على طريق الصواب.

أنا فتاة عمري 21 سنة، مخطوبة لرجل عمره 24 سنة، وزواجنا بعد شهرين، وخطوبتنا تقليدية من الأهل، لم أتواصل معه نهائيا، بحكم العادات والتقاليد، والداه مطلقان، وهو يعيش مع والده وزوجة والده، وهو وسيم، ولديه حساب بتويتر لعائلته وأقربائه، وكان إنسانا محترما.

وبالصدفة اكتشفت أن له حسابا آخرا بتويتر وكل برامج التواصل الاجتماعي، غرضه بهذه الحسابات المعاكسات مع البنات وتبادل كلمات الحب والشوق، وبعضهن كتبن على أيديهن اسمه وبعض الأشعار، وأسلوبه بالكتابة كان متغطرسا وشرسا، ويسخر من الآخرين، ومن كتاباته يقول عن نفسه: أنا عصبي وعنيد وساخر، بكل بساطة كأنه مراهق.

صدمت وقتها بل صعقت، كيف لي أن أعيش مع شخص كهذا؟ هل سيصبح خائنا وهل سيشك بي؟ وهل يكون أسلوبه هكذا وتصرفاته طائشة؟

أنا أكره هذه الشخصية، لكن يعلم الله في بداية خطوبتنا لم نترك أحدا إلا وسألنا عنه، وكان ممدوحا ورجلا بمعنى الكلمة، ويصلي بالمسجد، وأخلاقه عالية، ويحب مساعدة الآخرين، وكأي فتاة أحببته وحلمت به، لكن بعدما علمت بفعلته، أصبحت أستحقره وخائفة أشد الخوف من حياتي المستقبلية معه، لم أعد أنام قلقا، ولم أعد أجد اللذة والمتعة للتجهيز للزواج.

شكوت لصديقتي فقالت: هو لم يعش مع والدته، ولم يجد الحنان، وذهب ليبحث عنه بالطريق الخاطىء، وأغلب الرجال هكذا إلى أن يتزوج ويعقل، لكن أنا أقول أن من دخل عالم المعاكسات، لن يخرج منه بسهولة، وإن خرج سيخرج منه بالشك في الطرف الآخر، ومرت علي تجارب لأقاربي هكذا، ماذا أفعل؟

علما أنني لن أتركها تمر هكذا دون أن أواجهه بذلك بعد الزواج، حتى أسترجع القليل من ثقتي به، ما الحل؟

جزيتم خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة العاقلة- ونسأل الله أن يعينك على إكمال هذا المشوار، ونؤكد أن ما فعله الشاب خطأ، ولكن الخطأ لا يعالج بالخطأ، وكون هذا الشاب له حساب يستحي ويخفيه، هذا دليل على أن فيه بذرة من الخير، وإلا فالموقع الرسمي بالنسبة له ولعائلته خالي من مثل هذه الأمور ومن مثل هذه المخالفات، ونسأل الله أن يعينه على مراقبة رب الأرض والسموات.

ونحب دائما أن لا تدخلي الحياة الزوجية بهذه الطريقة المتوترة وقد عرفت وجود هذا الإشكال، وعليك الآن أن لا تنبشي ولا تفتشي ولا تتجسسي، ولكن عليك أن تبدئي رحلة العلاج بالاهتمام به جدا بعد زواجه، والإقبال عليه، فكوني له أمة يكن لك عبدا، كوني له أرضا يكن لك سماء، احرصي دائما على أن توفري له التقدير والاحترام لتجدي منه الأمن والطمأنينة، وإذا حدثت هذه الأمور فنحن نكره المواجهة المباشرة، لأنها تكسر حاجز الحياء، وأنت إلى الآن لم تعرفي طبيعة الرجل، ولكن لا مانع من أن تبيني له تعجبك ممن يتركون الحلال ويذهبون إلى الحرام، وتعجبك ممن يدخل إلى مواقع التواصل الاجتماعي دون ضوابط وقواعد شرعية، وأنك ترفضين مثل هذه الأشياء، وتستغربين من الذين يفعلون هذا، أين إيمانهم أين مراقبتهم لله أين حقوق زوجاتهم إلى غير ذلك من الكلام، كأنك تقولين إياك أعني واسمعي يا جارة.

فإذا نحن نريد أن نقول بهذه الطريقة سنواصل معك التوجيهات، لأننا لا نريد أن ينكسر الحاجز، ولا نريد أن تبدئي بالشك فيه والاتهام له، والتعنيف بالنسبة له؛ لأن هذا سيدفعه إلى البعد عنك والنفور، ولكن إذا علم الطبيب المرض، فإنه لا يعيد الفحص وإنما يبدأ العلاج، ومن أهم خطوات العلاج الاقتراب منه والاحتفاء به وإشباع حاجاته إلى الأنثى، إشباعه بالعاطفة والاهتمام به، هذه أشياء مهمة جدا، وهي علاج حاسم في مثل هذه الأمور، كذلك نريد أن تؤسسي حياتك معه على تقوى الله وعلى مراقبة الله وعلى التعاون على البر والتقوى.

نسأل الله أن يرفع قدرك وأن يجزيك خيرا، وشكر الله للصديقة وصيتها، ونحن نزيد عليها فنذكر بأن الإيمان حصانة، وأن محافظته على الصلاة وعلى طاعة الله -تبارك وتعالى- هذا هو المطلوب، وما ينبغي أن يحاكم كل إنسان بتاريخه القديم.

نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونحن في انتظار التواصل للتشاور ونتمنى أن لا تستعجلي في مثل هذه الأمور، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات