أعيش انتكاسة بعد الهداية والتوبة..فهل من نصيحة؟

0 307

السؤال

السلام عليكم

أنا آيس من التغيير، قد دمر كل شيء في طريقي، فقدت الأمل حقا في أن أرجع إلى أول لحظة قد هديت فيها، ما تركت شيئا إلا سلكته, ولكن لا فائدة.

قصتي أني لم أكن ملتزما, ثم هداني الله, وبعدها شعرت أن حياتي في أسعد ما يكون, ثم انقلبت بعد أحداث كثيرة, بعدما ملأت نفسي بكل ما يمرضها, ويفسد عليها حياة قلبها, إلى ما لا يمكن وصفه.

أنا لا أدري بعد ما فعلت, ماذا تبقى؟ فأنا الآن أعيش في ضيقة صدر, وأشعر أن جبالا تحول بيني وبين كل ما هو نافع لي، فهمتي معدومة، والكتب الدينية أشعر بنفور كبير جدا منها، اتخذت الرقية الشرعية علاجا, وما من نتيجة، عالجت ما وقع على عيني وبلا جدوى.

تأتيني لحظات أريد أن أكون فيها مثل المشلول, لا أفعل أي شيء سوى التحليق بشيء, وهذا يلازمني طوال الوقت، فأنا قد زاغ قلبي, وبقي منه مجرد الاسم فقط, يصلي و.. و.. و.

أنا أشعر بالنفاق حقا يسري في جسدي، كل ما يميت القلب أفعله, فأنا إنسان تدنى إيمانه جدا, يستثقل كل عمل صالح, ولا يفيق من ذنوبه, وفساد قلبه, ومرضه، كل ما يقسي القلب ويجعله في أتم جبروت أفعله، أرى عند قراءة كتاب من 300 صفحة -وكنت قد قرأته من قبل عند هدايتي- شيئا ثقيلا, ومميتا, وصعبا حقا.

ومن ضيقي أيضا؛ ظني أني لا أقوم بالتكاليف الشرعية، كالأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, وصعوبة ذلك في حالات, فمنها أن أرى أهل مسجد يصلون خطأ, ولا أنصح كل إنسان, وكل شخص على ما يفعله.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خلاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نؤكد لك ابننا الفاضل أن الهادي هو الله، وأن الذي هداك بالأمس سيهيدك اليوم وغدا، فالجأ إلى الله تبارك وتعالى، وأقبل على حياتك بأمل جديد وبثقة في الله المجيد، واعلم أن التوبة الصادقة تجب ما قبلها، وأن الإنسان يستطيع أن يدرك المعالي بقليل من الجهد بعد الاستعانة بالله تعالى، وتعوذ بالله من شيطان يريد أن يقعدك بهذه التخيلات وبهذه الوساوس، واعلم أن الإنسان الذي استطاع أن يكتب هذا الكلام المرتب قادر -بإذن الله تعالى– أن يفعل الكثير.

ولا تظن أن الشيطان سيتركك، إن الشيطان تعاهد وتعاقد وأصر والتزم بأن يقعد للناس في طرقهم كلها، ليحول بينهم وبين الصراط المستقيم، فالشيطان لا يذهب إلى الضالين المبتعدين، وإنما يقف في طريق من رغب في الخير، من أراد الهداية، من أراد العودة إلى سيرته الأولى الناصعة في الطاعات، ولكن المطمئن هو أن الله أخبرنا أن هذا عدو، وبشرنا أن كيد هذا العدو ضعيف {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}.

فلا تستسلم للوساوس السالبة، وحاول أن تنظر إلى الأفق البعيد، وتجنب المعصية لله المجيد، واجتهد في النصح لإخوانك ومعاونتهم ليكون العظيم في حاجتك.

نحن نؤكد أنك قادر على أن تفعل الكثير، فانفض عنك هذا الغبار، وتوجه إلى الواحد القهار، وحسن علاقتك وظنك به، وواظب على ذكره في الليل والنهار.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والثبات والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات