السؤال
السلام عليكم..
الدكتور محمد عبد العليم: أشكركم على ما تقومون به من أعمال الخير, ستؤجرون عليه من الله سبحانه وتعالى.
أصبت بالاكتئاب منذ عام 2000م, ولم أتعالج منه إلا بداية العام 2007م, واستعملت الفافرين لمدة أسبوع, وتركته لأعراضه الجانبية, وفي عام 2008م استعملت الزولفت مدة أسبوعين, وتركته لأعراضه الجانبية، وفي عام 2009 استعملت السروكسات (25) حبة واحدة في اليوم, ولمدة عام, ثم أخذت منه طويل المفعول, بجرعة 37 ونصف, بقية الأربعة أعوام, مع الويلبترين 150 سي أر, حبتين في اليوم, وتعافيت والحمد لله.
قررت سحب العلاج, رغم اعتراض الطبيب في 8 /2013, وبعد أربعة أشهر حدثت لي انتكاسة شديدة, مع حدوث نوبات خوف وهلع شديد, مقترنة بالقلق.
زرت الطبيب, فقرر لي سيبرليكس 15, استعملته لمدة شهرين, ولم أستفد منه, إلى جانب أعراضه الجانبية, وأشدها الأرق, فقررت سحب العلاج تحت إشراف الطبيب, والعودة إلى علاج السيروكسات كما قرر الطبيب, إلى جانب ذلك أخذت علاجا عن طريق الجلسات (سلوكي – معرفي).
سؤالي: هل السيروكسات سيكون بنفس فعاليته في الفترات التي استخدمته؟ وهل الجلسات ستساعد على التعافي؟ وهل الاندرال 10, حبة صباحا وحبة مساء, كعلاج مساعد له فائدة في حالتي؟ وهل لكم رأي في علاج حالتي خلاف ما ذكرته أعلاه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك واضحة جدا، وقد تحدثت عن تاريخك المرضي وتنقلك من علاج دوائي إلى آخر, حتى استقرت حالتك, وانتفعت من علاج زيروكسات، والآن –أيها الفاضل الكريم- بعد أن أتتك هذه الانتكاسة –والتي أسأل الله تعالى أن تكون مجرد هفوة– أقول لك: إن الزيروكسات بالفعل هو الدواء الذي سوف يفيدك إن شاء الله تعالى، لأنه من الواضح أنه قد ناسب تركيبتك الجينية، وهذا أمر مهم جدا.
والزيروكسات ليس من الأدوية التي ينتج عنها التحمل أو الإطاقة، بمعنى أن المستقبلات العصبية سوف تكون في نفس مستوى الحساسية والقبول للتفاعل مع الزيروكسات، إذا تناوله الإنسان بعد فترة من الزمن، فاطمئن تماما، إن شاء الله تعالى الدواء سوف يكون بنفس فعاليته، وسوف يفيدك كثيرا.
وموضوع العلاج السلوكي المعرفي هو مهم، وهو علاج يمكن أن يأخذ طابعا بسيطا جدا، أن يغير الإنسان من منهجيته في الحياة، أن يعيد هيكلة أفكاره ليجعلها إيجابية، أن يسعى دائما أن يكون نافعا لنفسه ولغيره، أن ينظم إدارة وقته، أن يحرص في أمور العبادة، وأن يمارس الرياضة؛ فأراها علاجات سلوكية معرفية بسيطة ومفيدة جدا، ولا يصعب تطبيقها أبدا، فكن حريصا على المنهج السلوكي لتطوير مهاراتك الحياتية، وقطعا تعديل السلوك مطلوب، لأنه مانع للانتكاسة حتى بعد أن يتوقف الإنسان من تناول الدواء، أسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك.
عقار إندرال لا مانع من تناوله لمدة شهر أو شهرين، لا أعتقد أنك سوف تحتاج لتناوله لمدة طويلة، والإندرال لا ينصح بتناوله بالنسبة للذين يعانون من الربو، فعشرة مليجراما صباحا ومساء هي جرعة بسيطة ومقبولة ومعقولة جدا، وجرعة المساء لا تتناولها في وقت متأخر، لأن بعض الناس قد يسبب لهم الإندرال بعض الأحلام المزعجة في بعض الأحيان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.