شخصيتي غامضة بالنسبة لي قبل الناس، كيف أتعرف على نفسي؟

0 524

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا فتاة عمري 13 سنة، ترددت في الكتابة لكم كثيرا، لكن لا بد أن أعرف أسباب مشاكلي، وأتمنى منكم عدم الإنزعاج من طريقة تفكيري:

بسبب شدة والدي ومشاكله معنا ومع والدتي كثيرا، فكرت بالانتحار مرات عديدة -لكن في كل مرة أحاول استبعاد الفكرة- وكما يقولون أنا غامضة جدا، تعودت على عدم البوح بما يضايقني إلا عند الضرورة، ومع الأيام أصبحت أكتم كل شيء عن أهلي، وحتى أقرب الأشخاص، لا أحب أي شخص أن يرى وجهي حزينا، في كل الأماكن أحب الظهور بمظهر الشخص الذي لا يتأثر، ودائمة الابتسامة، كنت أكرر في نفسي: ( إن على الشخص أن يكون قويا، وأن يخفي آلامه)، حتى البكاء كنت أمنع نفسي منه أمام الآخرين، فهل هذا خطأ مني ويجب تغييره؟ وغير هذه المشكلة لدي سبع مشاكل:

1- أشعر بضيق واستياء عندما يسأل أحد عني، أو يخاف علي، بل إنني أكره أي شخص يسأل عن أحوالي، حتى ولو كان والدي، حيث لاشعوريا أبدأ بالبكاء من دون سبب، وفي الشهور الأخيرة أصبحت أعشق الوحدة بشكل جنوني، بل إن راحتي عندما أكون وحيدة، حتى أخي أرفض دخوله إلى غرفتي.

2- أصبحت أفقد الثقة في أصدقائي إلا القليل منهم، لأنني أنصدم بأن صداقتهم كاذبة، وفي الأغلب أن صديقتي تحبني ليست محبة صداقة بل بطريقة منحرفة.

3- نادرا جدا أن أخبر شخصا عن مشكلة لدي، لكن إذا أخبرته أكرهه من دون سبب، وأبتعد عنه، وإذا حاول مواساتي وتصبيري أكرهه أكثر.

4- لا أحب أن يفضفض لي شخص عن ما في نفسه، وأشعر أنني أريد قتل من يفضفض لي، مع ذلك الكثير يفضفضون لي وأنا أجرحهم كثيرا، وأحطمهم، وبعد فترة أحزن عليهم وأندم .

5- معظم أصدقائي يخبرونني أن لدي فراسة، وأنني غيرت الكثير في حياتهم، وهذا السبب جعلهم يعجبون بشخصيتي ويحاولون تقليدي في أي شيء، وهذا يغيضني كثيرا، حاولت أن أغير نظرتهم لكن من دون فائدة.

6- في السنتين الأخيرتين أصبحت أكره والدتي، وأبتعد عنها كثيرا، مع أن هذا الشعور من المفترض أن يكون تجاه والدي على الأقل، لأن والدتي دائما تدافع عنا عند غضب والدي، ودائما هي الأكثر طيبة، لكنني لا أعرف سبب هذا الكره.

7- دائما أحب مساعدة الآخرين بأكثر ما لدي، حتى وإن كانت مساعدتهم بشيء ضدي، أو يضرني ويسبب لي المشاكل، ومع ذلك أشعر بسعادة من دون معرفة السبب؟

أرجو منكم مساعدتي في حل مشاكلي، مع جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة والفضفضة إلينا على هذا الموقع.

إن الكثير مما ورد في سؤالك إنما هي مراحل متوقعة ومؤقتة لمن يمر بمرحلة المراهقة، من الرغبة بالانعزال عن الآخرين، والتقلب المزاجي، والرغبة بالخصوصية من ناحية الميل لعدم إطلاع الآخرين على الأمور الخاصة، وحتى الرغبة في مساعدة الآخرين، والتعرف الصميمي على الصداقات وفيما إذا كانت الصديقة صدوقة أم لا.

أنت الآن في مرحلة ما نسميه النمو النفسي الاجتماعي، حيث تتحدد من خلال هذه المرحلة طبيعة شخصيتك، وطبيعة علاقاتك مع المجتمع من حولك سواء داخل الأسرة أو الصداقات أو كامل المجتمع.

وفي نهاية هذه المرحلة والتي ستأخذ عدة سنوات، ستتعرفين على طبيعة شخصيتك وعلى شخصية من حولك من الأصدقاء والمعارف، وستتحدد أيضا ميولك وتوجهاتك في المجتمع، وما تحبين وما لا تحبين، ولا شك أن هذه المرحلة ستؤثر فيها العديد من المؤثرات كطريقة تربيتك من قبل الأم والأب، ومن خلال التجارب والمواقف الحياتية التي تمرين فيها الآن، ويمكنك أيضا أن تحاولي التأثير ببعض هذه التوجهات، من خلال تحديد ما تحبين وتميلين إليه، وما هو عكس هذا.

والذي أنصحك به الآن هو التحلي بالصبر، ومحاولة الاستفادة قدر الإمكان من كل هذه الظروف التي تمرين بها لتخرجي بالنهاية بالشخصية الطيبة التي تحبين وتفضلين، واستفيدي من علاقاتك داخل الأسرة وخاصة مع والدتك، ومن العلاقات خارج الأسرة للتعرف أكثر على طبيعة الناس وعلى كيفية التعامل الأمثل معهم، ولا بأس إن اعترضك موقف ولم تعرفي ما هي الخيارات المتاحة أمامك، فلا بأس بعد التفكير، من سؤال ومناقشة بعض من حولك ممن تثقين بهم وبخبرتهم في الحياة.

وفقك الله، ويسر لك هذه المرحلة.

مواد ذات صلة

الاستشارات