صديقتي تتواصل مع نصراني في علاقة حب، كيف أخلصها من مأساتها؟

0 357

السؤال

السلام عليكم...

لدي مشكلة كبيرة وأريد حلها: إحدى صديقاتي تبلغ من العمر 14 عاما، تعرفت على شاب نصراني يبلغ من العمر 17عاما، عن طريق الأنستغرام، تحدثت معه ووصلت إلى تبادل الصور، الفتاة تعاني من بعض المشاكل الأسرية، والدها دكتور وتقريبا طوال اليوم في العمل، أما والدتها فعصبية جدا، ومعظم أيام الأسبوع مسافرة، وتترك بناتها بمفردهم في البيت مع الخادمة طبعا، الفتاة تدخل إلى عالم النت بدون علم الوالدة، ولو علمت لعاقبتها عقابا شديدا.

عن نفسي حاولت مرارا وتكرارا أن أتحدث معها وأنصحها بطريقة لطيفة، وهي في العادة تستمع إلي، ولكن هذه المرة لا تريد الإصغاء، وردها الوحيد: هي فترة ومدة قصيرة من الأيام وستنتهي، أرجوك لا تحدثيني في هذا الموضوع، فضميري يعاتبني، أعرف أن الذي أفعله خطأ ولكن لا أستطيع التوقف.

أنا خائفة عليها كثيرا، وأريد حلا عمليا، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روضة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا- في الموقع، وقد أسعدتنا هذه الاستشارة التي فيها حرص على هداية الصديقة، ورغبة في الأخذ بيدها حتى تخرج من هذا النفق المظلم الذي تحاول وبدأت الدخول فيه، نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يكثر من أمثالك من الناصحات، ونتمنى أن تجتهدي بل تبالغي في الاجتهاد في حماية هذه الفتاة، فإنها تسير نحو الهاوية، وحاولي الضغط عليها، والتأثير عليها، وتذكيرها بالله -تبارك وتعالى-، لأن هذا الأمر هي تحفر قبرها بظفرها، وستدخل في نفق مظلم يصعب عليها الخروج منه، خاصة وأن هذا الشاب استحالة أن يتزوج بها وفق أحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله -تبارك وتعالى- به.

ذكريها أن الإسلام لا يرضى بأي علاقة في الخفاء، وأن الإسلام لا يقبل بأي علاقة لا تنتهي بالزواج، وعلاقتها هذه من المستحيل أن تنتهي بالزواج، إلا أن تتنصل عن دينها وتخرج عن توحيدها – والعياذ بالله – ولذلك ينبغي أن تدرك خطورة ما يحصل، وعليها أيضا أن تراقب الله -تبارك وتعالى-، وذكريها بأن الله يمهل ولا يهمل، وأنه سيأتي اليوم – إذا تمادت – الذي يفضحها الله ويخذلها الله، وهذا ليس في مصلحتها، فلا تظن أن الأمر سيستمر بهذه الطريقة.

ولذلك خذي بيدها، اجتهدي في نصحها، وحاولي أن تؤثري عليها بشتى الوسائل، حتى لو وصلت إلى مرحلة تهديدها بأنك ستخبرين والدتها، لأنك تحبينها، ولأنك تريدين لها الخير، ولأنك لا تستطيعين أن تشاهديها وهي تسقط في حفرة من حفر النيران وأنت تنظرين إليها، لأنها عندك غالية.

خاطبيها بهذه اللغة، وأكثري من الدعاء لها قبل دعوتها وبعد دعوتها إلى الله، ونسأل الله أن يصلحها، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر شكرنا وسعادتنا بهذا السؤال، ونسعد بدوام التواصل مع الموقع والتعاون في حل هذا الإشكال، ولكن نتمنى أن تعالجي الموضوع معها وفق المحاور والنقاط التي أشرنا إليها، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية، ونؤكد لك أيضا أنك تستطيعين أن تؤثري، والحمد لله قلت أنها تستمع إلى كلامك، وستستمع إليك الآن، فحاولي أن تغرسي في قلبها حب الله، وخوفيها من عواقب هذا العمل، وذكريها بأن الله يرى، وبيني لها أن ثقة الأهل فيها غالية، فما ينبغي أن تخون هذه الثقة، وبيني لها أن الفتاة كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس، وبيني لها أن العبث بمثل هذه الأمور لا يصلح، فإن العلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية هي خصم على سعادتها وعلى مستقبلها.

نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات