السؤال
السلام عليكم
قصتي مؤلمة وسأذكرها باختصار، أنا متزوجة من ثلاث سنين، ولدي طفلة، وفي بداية الزواج كنت ألاحظ على زوجي طباعا غريبة، وكان كثير الانفعال والتوتر والعصبية، وكنت أشم رائحة كريهة بعد تدخينه ولا أعلم ما هي، وحملت وذهبت لأهلي فترة طويلة، وبعد إنجابي أتى وصارحني بأنه مدمن حشيش، وما كنت أعلم مدى خطورة هذا الأمر، مما دفعني لإخبار أهلي وأهله كي يساعدوني في الموضوع، ولكنه أخذ مني موقفا بسبب ما فعلته.
وبعد ثلاثة أشهر اكتشفت أنه لم يترك الحشيش، وخيرته بيني وبين ما يأخذه، وحلف لي على القرآن بأنه سيتركه، وعاد له مرة أخرى، فواجهته وقال أنه حلف بنية أخرى، وطلب مني فرصة أخرى وحلف على المصحف الشريف لثاني مرة. واليوم اكتشفته فواجهته وطلبت الطلاق، وفي كل مرة يرجوني أن أساعده بأن يتخلص من الحشيش، مع أني كنت أساعده وتحملت كثيرا منه، حتى أصبحت لا أثق به مع أني أحببته كثيرا ولا أريد أن أتركه، وهو إنسان طيب القلب كثيرا وحتى في تعامله معي ومع ابنتي.
أريد المساعدة، كيف أنقذه؟ وهل الحلف بنية أخرى على المصحف الشريف محرم؟ أرجو منكم مساعدتي فأنا لا أريد خسارة بيتي وزوجي وابنتي، علما أن فرصته في عمله للتعاطي متاحة جدا، وكذلك لديه أصحاب في العمل يتعاطون الحشيش.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأرشد أموره، وأن يرده إليه ردا جميلا.
نشكر لك حرصك على إصلاح زوجك، ونذكرك بأن هذا الجهد الذي تبذلينه مدخر لك عند الله تعالى إن أنت قصدت بذلك وجه الله، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ونصيحتنا لك أن تبذلي ما تستطيعين لإنقاذ زوجك من هذه الآفة والفاحشة التي يأتيها، ولعل الله تعالى يكتب خلاصه على يديك فتؤجرين بذلك أجرا عظيما.
ينبغي إن كان زوجك راغبا فعلا في التخلص من هذه الآفة الأخذ بالأسباب المعينة على ذلك، ومن ذلك التوجه إلى الأطباء لمساعدته وإرشاده في كيفية مداواة الإيمان ودفعه عن نفسه، ومن الجانب الآخر ينبغي أن يذكر بالله تعالى وأليم عقابه، فينبغي أن يسمع المحاضرات والمواعظ التي تذكر بالنار والآخرة والوقوف بين يدي الله للجزاء، والحساب، ويذكر بالقبر وما فيه من أهوال وشدائد، فإن هذا النوع من التذكير يطرد عن الإنسان الغفلة.
من المهم جدا -أيتها الأخت- في إصلاح زوجك أن يبعد عن رفقة السوء والجلساء الذين يدعونه إلى الرجوع لهذه الآفة، فإذا هو عاد إليهم فإنهم سيجرونه ثانية إلى الوقوع في هذه المصيبة، ولذا ينبغي الاجتهاد في تجنيبه جلساء السوء، والبحث عن عمل آخر، وهذا إرشاد النبي –صلى الله عليه وسلم– للتائب أن يفارق البيئة التي كان يعصي الله تعالى فيها، فإن أصحابها يعينونه على ذلك ويردونه إليها.
خير ما نوصيك به -أيتها الأخت الكريمة- بالإكثار من الدعاء لزوجك بأن يهديه الله ويصلح أحواله، فإن الدعاء من أمضى الأسلحة، والله سبحانه وتعالى يجيب دعوة المضطر إذا دعاه. وإذا حاولت إصلاح هذا الزوج ولم يصلح فلك أن تطلبي الطلاق، ولا إثم عليك في ذلك، فإن من مبررات طلب الطلاق فساد دين الزوج.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يمن على زوجك بالهداية، وأن يعينك على إصلاحه، ويجري على يديك الخير.