السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أشكركم على رحابة صدروكم، ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين، أما بعد:
لقد تم عقد قراني منذ فترة ولله الحمد، ووافقت على زوجي لدينه وخلقه، بعد أن استخرت وسألت عنه، فلم يبلغني عنه إلا كل خير، غير أن هنالك فارق كبير بيننا في المستوى التعليمي، ولكن ما يهمني أساسا هو الجانب الديني.
وافقت على الزواج منه، واحتسبت نية مساعدته، للتفقه في الدين، ودراسة القرآن، وأمور الدين بقدر استطاعتي، لكنني الآن صرت أجد صعوبة؛ بسبب مستواه الضعيف جدا، فهو يستوعب المعلومة، لكنه سرعان ما ينساها، إضافة إلى أنه يعاني من صعوبة في قراءة بعض الكلمات الصعبة، مما يجعله لا يقرأ القرآن بسلاسة، على الرغم من أنه يبدو عاديا حين يتكلم.
بعد زواجنا تعاهدنا أن نبدأ الدراسة، غير أنني لم أعرف من أين أبدأ وكيف؟ مع العلم أنني والحمد لله، متمكنة في اللغة العربية، وجيدة في العلوم الشرعية، ومستواي القرآني جيد، فدلوني بارك الله فيكم، كيف أساعد زوجي؟
أيضا أود أن أستفسر، كيف يمكن للزوجة إدارة بيتها؟ وكيف تعامل زوجها وتحقق التفاهم معه، خاصة إن كانت طباعهم مختلفة؟ وكيف أستطيع تدعيم أسلوب الحوار بيننا، إن كان الزوج لا يقبل النقاش أحيانا؟
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك هذه الاستشارة الرائعة، وهذه الرغبة في الخير، ونؤكد لك أن الرجل يمكن أن يتعلم من زوجته، وهذا ما حصل مع أبي وداعة، الذي زوجه سعيد ابن المسيب ابنته، فلما أراد بعد الزواج أن يذهب إلى مجلس سعيد، قالت: إلى أين؟ قال: إلى مجلس سعيد، قالت: تعال أعلمك علم سعيد - رضي الله عنها ورحمة الله عليهم أجمعين -.
ولذلك نتمنى أن تستمري فعلا على هذا البرنامج، ونحب أن نؤكد لك أن الاستعداد عنده هو المهم، وأنه لا عيب في الإنسان أن يتعلم من زوجته، أو تتعلم الزوجة من زوجها، أو يتعلم الكبير من الصغير، هذا لا حرج فيه في ميادين العلم، وكما قال عمر: "ينبغي أن نتواضع لمن نعلمهم ولمن نتعلم منهم، فإنا للعلم رسالة".
وأرجو أن تبدئي بالأساسيات، وبما يتعلق بأمور الشريعة، ولا تصابي بالإحباط إذا نسي ما تعلمه، فإن المسألة ليست مسألة امتحانات وشهادات، لكن لابد أن تبدئي من الأمور الضرورية، مما يسعى المسلم ألا يكون جاهلا به، من الجانب الفرض الذي هو، تصحيح العقيدة، وتصحيح العبادة، وتصحيح السور، التي يستطيع أن يؤدي بها الصلاة.
وكوني لزوجك أمة، يكن لك عبدا، كوني له أرضا، يكن لك سماء، واحرصي دائما على حسن التعامل معه، وعلى تقديمه، وطاعته، والاستماع إليه، ولا تتحرجي من مستواه التعليمي، فإن المطلوب في الرجل ليست الشهادات، ولكن التفاعل مع الواقع، والقدرة على تحمل المسؤوليات، وأن يكون له مكانة في المجتمع، وهذه المكانة قد لا ينالها بالعلم، لكن ينالها بحسن التواصل، والمساعدة، والابتسامة، والمشاعر النبيلة، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يعينك على الخير.
دائما عند محاورة الزوج ينبغي أن تصطحبي الإيجابيات، وتضخميها، وتحاولي أن تكوني مستمعة جيدة، ووفري لزوجك الاحترام والتقدير، ليبادلك بالحب، والأمان، والاطمئنان، وهذا أهم ما تحتاجه المرأة.
فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يزيدك حرصا على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.