السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كنت مترددة جدا بالبوح بما أشعر به لسوء فهمه والمسايرة معه، فأنا أعيش في دوامة ولا أعرف الفرار منها، أنا فتاة عمري 22 سنة، بدأت معاناتي في سن العاشرة، فعشت في صراعات ذاتية، أعتقد إنه كان وسواس النظافة، فقد كنت أستغرق ساعات طويلة في غسل يدي، بحجة أنني غير نظيفة، فكانت أفكارا تطاردني إن لم أغسل يدي جيدا فسوف أحمل مكروبا، سيتسبب في مرضي ودخولي للمستشفى، وربما يتسبب في موتي، وسيحزن أهلي علي، فالأفضل أن أتأكد من نظافتي بغسل يدي عدة مرات على أن أصبح عالة على عائلتي.
استمرت معاناتي لمدة 3 سنوات تقريبا، في البداية كانت مجرد أفكار، كخوفي من المرض، وأصبحت أفعالا لتجنب الأفكار المؤلمة، وبعد مدة من الزمن ومن المعاناة، أقسمت أن أوقف تلك الأفعال بدون أي مساعدة، لا من الأهل ولا من متخصص، وبالفعل تلاشت، ولكن المشكلة أن بعد مرور مدة ظهرت وساوس أخرى، على أنني مصابة بمرض الإيدز، واستمرت لمدة سنة تقريبا، وتلاشت مع الوقت.
وفي عمر 19 سنة، تمت خطبتي من شاب محترم، في البداية كنت سعيدة جدا، فكان هناك احتراما وحبا متبادلا، ولكن بعد مرور شهرين تقريبا أحسست بتسارع دقات القلب والرغبة في البكاء، وأفكار على أنني لا أستحق أن أكون سعيدة، وأنني قد أؤذي خطيبي، قد أتسبب في تعاسته، وأنني سوف أخونه وأجرحه، وبدأت تراودني أفكار على أنني منافقة، وأنني لا أحبه.
فبدأت أفكر في شخص آخر على أنني أحبه حقا، وأنني أخون خطيبي، فكلما حاولت مناقشة أفكاري أشعر بتسارع دقات القلب، والبكاء والصعوبة في التنفس وقلة التركيز وفقدان الشهية، فنقص وزني 6 كلغ، والاستسلام، فأخرج بنتيجة على أنني حقا لا أستحق كل هذا، ولم أكن أفرق بين ما هو الشعور الصحيح وما هو غير ذلك، فأعيش في دوامة من الأفكار، هل هذا وسواس أم أنني أتخيل أنه وسواس؟
ومع الوقت اختفت الأعراض الجسدية، وبقيت الأفكار، فعشت على هذا الحال لمدة 8 شهور، فلم أكن أعلم مصدر تلك الأفكار، ولا تلك المشاعر، فكلما حاولت مقاومتها تزداد، فلم يكن لي أي تفسير، ولم أكن قادرة على البوح بما أشعر به لخوفي وخجلي من الموضوع, وللتصدي لتلك الأفكار والمشاعر قمت بفسخ خطبتي، وبالفعل بعد مدة لا تزيد على شهر، تلاشت تلك الأفكار، ولكن المشكلة هي كل ما تمت خطبتي تأتيني نفس الأفكار ونفس المشاعر، فأعيش في خوف وقلق، ويزيد قلقي على أنني لا يمكن أن أعيش مرتاحة البال، ولن تكمل فرحتي.
فهل هذا نوع من أنواع الوسواس؟ أم مشكلة نفسية من نوع آخر؟ وما العلاج المناسب؟