ماذا يعني تحسس العصب الخامس؟

0 523

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجي يعاني من مشكلة في العصب الخامس، وأتمنى أن تنفعوني بخبرتكم، فقد أخبره الأطباء أن العصب الخامس لديه متحسس، ويجب الكي، فهل يجوز كي العصب الخامس؟ وما هي أضرار عملية الكي؟

شكرا ووفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العصب الدماغي الخامس، هو أحد الأعصاب المخية الاثني عشر، وهو العصب الذي يغذي جزءا كبيرا من الوجه، في منطقة العين والخد والفك، حيث إنه عصب ثلاثي الأفرع، وفي غالبية الحالات يكون المسبب للألم، هو ضغط مستمر من أحد الأوعية الدموية الدماغية على العصب الثلاثي، المسؤول عن نقل الإحساس من الوجه إلى الدماغ.

والألم يمتاز بأنه يأتي في نوبات تصيب منطقة الوجه، وتستمر لعدة ثوان في كل مرة، وقد يكون نتيجة لعدة أنواع من المثيرات والمحفزات، مثل:
- تناول الطعام.
- تنظيف الأسنان.
- الهواء البارد.
وغالبا ما توصف النوبة كضربة كهربائية في المنطقة المشار إليها، وقد تمر فترات زمنية طويلة دون حدوث نوبات ألم، وقد تكون بالمقابل فترات تشهد الكثير من النوبات.

وعادة ما يشكو المريض من نوبات متكررة من آلام حادة، مثل التيار الكهربائي الخاطف، مع حرقة شديدة لعدة ثوان على أحد جانبي الوجه، يبدأ الألم إما من الأعلى للأسفل، ونادرا ما يكون العكس, لا يستطيع المريض لمس وجهه نهائيا، وحتى الهواء يسبب له ألما شديدا.

أي منطقة بالوجه تتغذى بالعصب الخامس يمكن أن تؤدي إلى إثارته، إذا ما تم إحداث تنبيه حسي لمناطق معينة من جلد الوجه، أو الغشاء المخاطي، أو فواصل الأسنان، مثل:
- غسل الوجه.
- الحلاقة.
- غسل الأسنان.
- البلع والمضغ والكلام.
- ملامسة الهواء للوجه.
تتكرر هذه النوبات لعدة أسابيع أو أشهر، يحدث بعدها مرحلة من السكون والتحسن لعدة أشهر أو سنوات, ويقل معدل حدوث نوبات الألم مع التقدم في سن المريض.

للأسف كما قلنا ليس هنالك من سبب محدد، بل هي نظريات وضعت لتفسير هذا الألم، منها: وجود وعاء دموي يضغط على العصب الخامس، مما يطيل مدة الومضات الكهربائية في العصب؛ ويؤدي إلى إعادة تهيج العصب مسببة للألم، وقد يكون السبب إصابة العصب بفيروسات خاصة، وقد تكون أسباب ثانوية لأمراض أخرى، مثل: مرض التهاب التصلب اللويحي المنتشر بالجهاز العصبي.

ويتم تشخيص ألم العصب الدماغي الخامس بعد استبعاد كل المسببات الأخرى، التي من الممكن أن تسبب آلاما شبيهة وهي:
- الهربس العصبي(herpes zoster).
- الأورام السرطانية.
- آلام الأسنان.
- التهابات الأوعية الدموية.

في أغلب الأحوال يتم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ويتم علاج ألم العصب الدماغي الخامس بالأدوية، أو بالإجراءات الجراحية، وفي كثير من الحالات، يؤتي العلاج الدوائي نتائج جيدة، ولو لفترة محدودة من الزمن، وأكثر العلاجات الدوائية استخداما هو: عقار (الكربامازيبين)، (Carbamazepine)، ومن بين الإمكانيات الدوائية الأخرى، عقارات (الباكلوفين)، (baclofen).

تشتمل الإجراءات الجراحية على الحقن الموضعي في منطقة خروج العصب الدماغي الخامس من الجمجمة، أو عملية جراحية في منطقة خروج العصب من جذع الدماغ، وتتضمن عملية الحقن، نفخ بالون، حقن مادة الجليتسيرول، وعلاجا بأمواج الراديو لمنطقة العقد العصبية (nerve ganglion)، وهنالك أيضا علاج (سكين أشعة جاما، Gamma-Knife)، وفكرة العلاج تقوم على تحديد موضع خروج العصب الثلاثي، ثم معالجته بالأشعة.

وخلال هذه العملية يتم فتح الجمجمة، الكشف عن مخرج العصب من جذع الدماغ، وعن الشريان الذي يضغط عليه، ومن ثم يتم إدخال مادة تشبه القطن للفصل بينهما، بالطبع لا يوجد ما يسمى بالكي، والعلاج يقوم به طبيب جراحة مخ وأعصاب، سواء العلاج الدوائي أو العلاجي في مستشفى متخصصة وليس في عيادة خاصة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات