أغار على زوجتي عندما تتحدث عن أحد أقاربها.. هل يحق لي ذلك؟

0 660

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عقدت عقد زواجي منذ أشهر، وزوجتي أصغر مني بثمان سنوات، وهي ما زالت في بيت أهلها إلى حفل الزواج الكبير، وحقيقة أجد صعوبة في التعامل معها في بعض المواقف، فأنا -ولله الحمد- لم يسبق لي أنا أقمت أي علاقة مع أي فتاة، ولا أعرف من النساء إلا محارمي فقط، ولذلك تنقصني الخبرة في التعامل مع بعض المواقف.

ومن هذه المواقف أن زوجتي تثير غيرتي، وفي بداية الزواج كنت أقول لها: إني أغار فتترك ذلك الأمر، وللأسف في كل ليلة تقريبا تأتي بما يثير غيرتي، ولم أعد أقول لها أني أغار خشية أن تعتقد أني أشك بها، أو من هذا القبيل، ومعاذ الله أن أكون كذلك فأنا أثق فيها تماما.

غيرتي تجعلني لا أنام الليل في بعض الأحيان، وهي تأتي بتلك المواقف بشكل عفوي، فلا أدري كيف أتعامل مع ذلك، ومن تلك المواقف أنه في ليلة من الليالي كانت تثني على أحد أقاربها، وقد بالغت في ثنائها عليه، فتقول هو محترم، ومثقف، وراق، وواع، وبدأت تتذكر أيام الطفولة معه، فتقول كان صديقي أيام الطفولة، وكنا نلعب، وكان في قمة الرقي والأدب، واكتشفت بعد أيام عن طريق الصدفة أن ذلك القريب كان ينوي أن يتقدم للزواج منها، إلا أني سبقته دون علم مني.

فلا أعلم هل يحق لي أن أغار أم لا؟ وكيف أتعامل معها؟ علما أني أخشى إذا أكثرت عليها من قول إني أغار عليها ألا تخبرني بشيء، ولا تفتح لي قلبها، وتبدأ تظن بأني أشك بها، علما أني أجتهد في أن تثق بي، وأن تفضفض لي بكل ما يجول في خاطرها.

ومن المواقف أيضا أن زوجتي ترتكب الأخطاء، ثم تعترف لي بعدها، فلا أعلم كيف أتعامل مع ذلك، هل أغضب لأبين لها عدم موافقتي على ذلك، أم أناقشها بهدوء؟ ولكني أخشى إن كان ذلك بهدوء بالغ أن تعتقد أن هذا الأمر لا يزعجني جدا، وتعود لارتكابه اعتقادا منها أنه لن يزعجني جدا أي سأغضب قليلا ثم أرضى.

وأيضا من المواقف أنه أثناء حديثها لي بما يدور بينها وبين صديقاتها أو أقاربها أجد أمورا دارت لا ترضيني ولا ترضي الشرع، فكيف أبين لها خطأ ذلك دون أن أنفرها مني، ومن الحديث معي؟ فأخشى أن تصبح في المستقبل تخشى من الحديث معي في كل شيء خوفا من أن أنتقدها في خطأ ما.

وأريد معرفة كيف أرفض أمرا من دون أن تغضب؟ هل من الضروري أن أوضح لها أسباب الرفض؟ علما أنها في بعض الأحيان لا تقتنع بأسباب الرفض.

وأخيرا زوجتي لا تغار علي نهائيا رغم توفر أسباب الغيرة أحيانا، فهل هذا دليل على عدم الحب، أم عدم الاهتمام، أم ماذا؟

هذا -وجزاكم الله خيرا- وآسف جدا على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم، وأسعدنا أنك تثق في زوجتك، وهذه الثقة هي التي ينبغي أن تستمر، كما أننا ندعوك إلى أن تعجل بإكمال المراسيم، ونسأل الله أن يسعدكم بالحلال، وعليها بعد ذلك أن تتعلم مثل هذه الأمور، ولكن بهدوء، فليس من الصواب أن تسكت على مثل هذه الأمور؛ لأنها تترك تراكمات، ولكن أيضا ليس من الصواب أن تعالج الموقف بعنف ودون حكمة، ولكن بمنتهى اللطف، تبين لها مثل هذه الأمور، وأنها تثير غيرة الرجل، وأن الصفحات الأولى من حياة الإنسان ينبغي أن تطوى حتى لا نعطي الشيطان فرصة في العلاقة التي تكون بينكم.

ونعتقد أن الفتاة التي رضيت بك ورضيت بها ووثقت بها هي أيضا تثق فيك، فلا تقف طويلا أمام مثل هذه المواقف، ولكن حاول أن تعودها تغيير طريقتها في الكلام مع الآخرين، خاصة الرجال، ولا تتكلم أنت أيضا عن النساء؛ لأن المقارنات مرفوضة وفيها ظلم، فهي لا تعرف من الآخرين إلا ما ظهر لها، وأنت لا تعرف من الأخريات إلا ما ظهر لك، ولكن بعد الزواج يعرف الإنسان من شريكه كل التفاصيل.

ولذلك ليس من الصواب، وليس من الحكمة، وليس من العدل أن تقارنك بالآخرين، أو تقارنها بالأخريات، ونتمنى أن تدير الأمور بمنتهى الحكمة والهدوء، ولا أظن أن هناك حرجا في الكلام حول هذه الأمور، ولكن المطلوب هو الهدوء، المطلوب هو تقديم حسن الظن – كما فعلت في هذه الاستشارة – وأنك تثق فيها، وأنك تتعوذ بالله من مجرد اتهامها، ولكن لا بد أن تدرك أن المرأة بعد زواجها ينبغي أن تتغير في أمور كثيرة، في علاقاتها، وفي كل من حولها، احتراما لمشاعر زوجها، وكذلك الأمر بالنسبة للزوج ينبغي أن يحترم مشاعر أهله.

وأرجو أن تجد منك الأمن والحب لتعطيك التقدير والاحترام، ونسأل الله لنا ولكم ولها التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات