السؤال
السلام عليكم.
مرحبا دكتور.
دكتور أريد أن أشرح مشكلتي، وأتمنى منكم الرد: قبل 6 أشهر أصابني قلق نفسي بسبب صديقة لي توفيت بنوبة قلبية، بدون سبب، لا جلطة ولا شيء -سبحان لله-، سببت لي قلقا وخوفا ووسواسا من الأمراض والموت، المهم صرت أعاني من اضطراب القلب بشكل فظيع، بشكل قوي، حدث هذا الاضطراب قبل 3 أشهر ومستمر.
ذهبت إلى الطبيبة، وعملت لي فحص الإيكو والمجهود والتخطيط والهولتر وكلها سليمة، قالت لي أنه اضطراب لا يحتاج إلى العلاج، وأنا طلبت منها أن آخذ ورقة فحص الهولتر، ومن ترجمتها أظهر اضطرابا فوق البطين، والتسرع يبدأ بعد الأكل، ومن الدرج ومن أقل مجهود أعاني من ارتجاع المريء، وانقباض المريء، والقولون.
حصلت لي حالة أن القلب توقف فقمت من الفراش وجريت حتى رجع النفس، أحسست بهبوط في الصدر ورفرفة وتعب، أنا أفكر بالانتحار، لكنني أخاف من ربي، أرجو من الدكتور محمد عبدالعليم، والدكتور محمد حمودة مساعدتي، فالتسرع والضربات الهاجرة مستمرة بشكل رهيب جدا.
سؤالي الثاني: ما سبب توقف قلب صديقتي؟ مع العلم أن القلب كان سليما.
تعبت يا دكتور -الله يخليك- أريد حلا، خائفة أن أموت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عليك أن تكثري من الاستغفار، وأن تستعيني بالله، وأن تسألي الله -تعالى- الرحمة والمغفرة لصديقتك هذه، والأمر لا يتطلب الانتحار.
استغربت جدا في التفكير في هذا الأمر، الذي حدث أنك تألمت لوفاة هذه الصديقة – رحمها الله تعالى – وهذه مشاعر إنسانية مقدرة، وكرب ما بعد موت الأحباب معروف، وقد يستمر لفترة ستة أشهر أو أكثر من ذلك، لكن بعد ذلك يتوائم الإنسان ويتكيف مع هذا الفقد. الموضوع يجب أن يتم التعامل معه على هذا السياق.
حدث لك قطعا نوعا من التوحد أو التماهي مع العلة التي توفيت بها هذه الصديقة، وهي السكتة القلبية، أنت لا تعانين من مرض في القلب كما أكد لك الأطباء، كل الأمر متعلق بقلق وتوتر ومخاوف وسواسية حول الموت، والموت حقيقة مطلقة، الخوف منه لا يعجل به ولا يطيل في عمر الإنسان، الإنسان يجب أن يعيش حياته بقوة، بأمل ورجاء، ويعمل لما بعد الموت. هذه هي المبادئ الأساسية التي يجب أن تركزي عليها.
بجانب ذلك أنصحك ألا تكثري من التردد على الأطباء، لا مانع من إجراء الفحص الدوري مع طبيبة الأسرة (مثلا) مرة كل ستة أشهر، هذا يكفي تماما، اسعي لأن تعيشي حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب التوازن الغذائي، ممارسة الرياضة، النوم المبكر، الحرص على العبادات، الحرص على تطوير الذات واكتساب المهارات، هذا يجعلك -إن شاء الله تعالى- في شيء من الاستقرار.
أنصحك أيضا بأن تتجنبي الإكثار من شرب الشاي والقهوة أو تناول الشكولاتة؛ لأن هذا قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وظهور هذه الضربات إلى الخارج.
أعتقد أنك في حاجة لدواء مضاد للمخاوف، محسن للمزاج، والسبرالكس هو الدواء المشهود له بفعالية كبيرة في هذا المجال.
قابلي الطبيب، وإن شاء الله تعالى سوف يتم وصف الدواء، ومن جانبي أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-، وتليها إجابة: د. محمد حمودة -استشاري أول - باطنية وروماتيزم-.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
بارك الله فيك وألهمك الصبر والسلوان، وقد رفعت الأقلام وجفت الصحف، فكل إنسان عمره مقدر من الله -تعالى-، وعلينا أن نسلم أمرنا له، فهو الأول وهو الآخر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أولا: بالنسبة لصديقتك فنرجو من الله أن يتغمدها في فسيح جنته، ومن الصعب معرفة ماذا حصل معها، إلا أنه يمكن أن يكون السبب في مثل سنها هو اضطراب في نظم القلب، أي رجفان في البطين ventricular tachycardia او ventricular fibrillationوهذا قد يحصل عند من يعاني من تضخم في عضلة القلب، أو في حالات نادرة من ارتخاء في الصمام التاجي، وهذا نادر جدا، ويمكن أن يحصل عند الرياضيين أيضا.
أما بالنسبة لك فقد ظهرت الأعراض بعد وفاة صديقتك، والوضع النفسي الذي مررت به، وبدأت تظهر عندك أعراض من نفس الأعراض التي لها علاقة مع وفاة صديقتك، والقلق والخوف بحد ذاته يمكن أن يسبب زيادة في إفراز هرمون الأدرينالين، الذي يمكن أن يسبب تسارعا في القلب، وحصول خوارج الانقباض هذه التي تعانين منها، وطبعا وكما تعلمين فإن القلق يزيد من حموضة المعدة ويزيد من آلام القولون.
عليك أن تكثري من الدعاء والتقرب من الله، والإكثار من قراءة القرآن " ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، وحتى تتجاوزي هذه الفترة عليك أن تقللي من المنبهات إن كنت تتناولينها، وتمارسي تمارين الاسترخاء فهذا يساعد -بإذن الله- وقد أوصاك الدكتور محمد عبد العليم بتناول cipralex، لذا فعليك البدء به، وكما أخبرك طبيب القلب فإن معظم هذه الحالات لا تحتاج للعلاج.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.