السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما، لست متزوجة، هناك مشكلة تضايقني وهي أن دورتي لم تنتظم منذ أن بلغت، بلغت وأنا في 15 من عمري، أي 5 سنوات منذ بلوغي ولم تنتظم دورتي الشهرية، ولاحظت بعد الفترة بين الدورة والأخرى، فأحيانا تأتي الدورة بعد 37 يوما من الدورة السابقة، وأحيانا قد تصل إلى 49 يوما! وقد تأتيني بعد 25 أو 28 يوما، ومن ثم تنقطع لفترة طويلة كما ذكرت، وقد لاحظت وجود إفرازات بيضاء أحيانا تكون مخاطية وأحيانا تكون مائلة للجفاف (إفراز كالجبن من غير الإحساس بالحكة)، وأيضا عندما تأتيني الدورة لا أحس بأي آلام –والحمد لله- في البطن، فقط آلام أسفل الظهر.
هل وضعي طبيعي؟ أم أحتاج لرؤية طبيبة نسائية؟ علما بأني لست في عجلة من أمري لتنظيم الدورة، ولكن كي أطمئن نفسيا.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
متوسط الدورة الشهرية عند الكثير من السيدات والفتيات 28 يوما، ولكن تعتبر الدورة طبيعية أيضا إذا كانت تأتي كل 21 يوما وحتى كل 34 يوما، والدورة الشهرية تمتد من 3 إلى 7 أيام، وبالتالي فإن الدورة أكثر من 35 يوما تعتبر دورة غير منتظمة، وبها خلل في النظام الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية.
والاضطراب الذي يحدث في الدورة الشهرية يشير إلى ضعف التبويض الذي يحدث في الغالب بسبب التكيس على المبايض، وهي حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميكة، وتختل بالتالي الهرمونات مما يزيد في نسبة هرمون أستروجين على حساب هرمون بروجيستيرون، الذي من المفترض زيادته بعد الإباضة، وهذا يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم، وبالتالي تطول مدة تساقط هذه البطانة أثناء نزول الدورة، فتطول المدة ويحدث النزيف أحيانا بعد انتهاء الدورة الشهرية، أو إلى ضعف بطانة الرحم وندرة عدد أيام الدورة الشهرية وتباعد نزولها.
والسمنة لها دور كبير في حدوث تكيس المبايض، وزيادة مقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين، مما يؤدي إلى زيادة هرمون الذكورة وظهور بعض الشعر في الوجه والصدر والبطن، وظهور كذلك حب الشباب، والخلل والتأخر في الدورة الشهرية، ولكن أحيانا يحدث التكيس مع الوزن الطبيعي، فإذا كنت تعانين من الوزن الزائد أو السمنة، فإن الحمية الغذائية وممارسة الرياضة لإنقاص الوزن هي الخطوة الأولى والأساسية في تنظيم الدورة الشهرية.
كذلك فإن كسل هرمونات الغدة الدرقية قد يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية، ولذلك يجب فحص هرمونات الغدة TSH & Free T4 ، مع فحص صورة دم، مع تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الأكل، لأنها تحسن عمل هرمون الأنسولين، وتقلل من نسبة هرمون الذكورة، وتحسن كثيرا -إن شاء الله- التبويض، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور.
وهناك حبوب تستخدم لإعادة التوازن الهرموني، وهي حبوب دوفاستون Duphaston 10mg، تؤخذ قرص واحد مرتين يوميا من يوم 16 من بداية الدورة وحتى يوم 26 من بدايتها، ثم تتوقفين عنها حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 إلى 6 شهور حسب انتظام الدورة الشهرية، وهي حبوب لا تمنع التبويض وبالتالي سوف تنتظم دورتك الشهرية -إن شاء الله-.
والشيء المفيد في تنظيم الدورة الشهرية أيضا بالإضافة إلى ما سبق، تناول شاي أعشاب البردقوش والمرامية، وحليب الصويا وتلبينة الشعير المطحون، وتناول الفواكه والخضروات بكثرة، لأن تلك الأشياء لها بعض الخصائص الهرمونية التي قد تساعد في التبويض الجيد، وعلاج تكيس المبايض، بالإضافة إلى تناول حبوب ferose F التي تحتوي على فوليك أسيد والحديد، وهناك كبسولات TOTAL FERTILITY لتقوية الدم وتحسين المناعة وتحسين التبويض، مع أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل، لأنه ضروري لتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع الغذاء الجيد المتوازن.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.