السؤال
السلام عليكم.
لدي طفل عمره 4 سنوات، وتركت حبوب منع الحمل منذ سنتين، وأجريت تحاليل هرمونية وظهرت سليمة، والآن جاءتني الدورة من 24 رمضان وانتهت 1 شوال، والآن أصبح لي 3 أيام تنزل معي إفرازات بنية داكنة شبيهة بلون الدم، ومغص شديد أحيانا، فماذا يعني ذلك؟ هل هو حمل؟ أم ماذا؟ وبماذا تنصحونني؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا يحدث حمل بعد انتهاء الدورة مباشرة، والإفرازات البنية التي تأتي بعد الدورة لها علاقة بالضعف في التبويض وعدم انتظام الدورة الشهرية، ووجود ألم ومغص أسفل البطن ربما يرجع إلى وجود أكياس وظيفية في المبايض؛ تنتج عن عدم انفجار البويضات، وتجمع السوائل داخله، أو بسبب وجود تكيس على المبايض، وهي: حالة لا تخرج فيها البويضات من تحت جدار المبايض السميكة وتظل متحوصلة داخله، مما يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة، وإلى نزول بعض الإفرازات البنية التي تنزل بعد الانتهاء من الدورة، وهي عبارة عن بعض قطرات من الدم اختلطت بالإفرازات الطبيعية من الفرج وأدت إلى نزول تلك الإفرازات البنية، وهذه القطرات الدموية تنزل بسبب زيادة سماكة بطانة الرحم بعض الشيء؛ نتيجة خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، وهذا الخلل يؤدي إلى زيادة نسبة هرمون إستروجين، ونقص هرمون بروجيستيرون، ويصبح هرمون إستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، أو يحدث تنقيط، أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث.
ولإعادة تنظيم الدورة يمكن تناول حبوب دوفاستون وهي: هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض وبالتالي لا تمنع الحمل وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرص واحد مرتين يوميا من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور حتى تنتظم الدورة الشهرية، مع السيطرة على الوزن، وإنقاصه من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال ممارسة المشي، والرياضة، وتناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغذاء والعشاء لمدة 6 شهور، أو حدوث حمل؛ لأن الوزن الزائد والسمنة هي: السبب الرئيسي في هذا الخلل، وعند ضبط الوزن سوف تنتظم الدورة الشهرية -إن شاء الله- مع فحص وظائف الغدة الدرقية، وفحص هرمون الحليب؛ لأن ارتفاع هرمون الحليب، أو الكسل في وظائف الغدة الدرقية يؤديان أيضا إلى خلل في الدورة الشهرية، وضعف التبويض وتأخر الحمل، مع متابعة تلك التحاليل مع الطبيبة المعالجة، وعمل سونار على المبايض، والرحم ومتابعة التبويض بالسونار وتركيز الجماع وسط الدورة الشهرية، لأن الأسبوع الذي يلي الغسل، والأسبوع الذي يسبق الدورة التالية لا يحدث فيهما حمل.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.