السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأنا طالب مصري في السنة الأولى في الجامعة، كنت أدرس وأعيش في السعودية لمدة 17 عاما، فقد عشت فيها حياتي كلها، ونشأت فيها، مع أني ولدت في مصر، وفي أيام الثانوية كنت طالبا متميزا، وكنت الأول على مدرستي على مدار السنوات الثلاث، كانت لدي ثقة كبيرة بالنفس، كنت قويا، وكان عندي أمل كبير.
لسوء الحظ لم أقبل في جامعة سعودية؛ فاضطررت للرجوع إلى مصر، ومن هنا بدأت مشاكلي، فأنا لم أكن أرغب في إكمال دراستي هناك، فكما توقعت تمت معادلة شهادتي الثانوية، وقبلت في كلية الآداب التي تقبل درجات أقل من درجتي بكثير، ظلمت واضطررت إلى التقديم في كلية خاصة، وبدأت دراستي متأخرا بسبب التحويل؛ فلم أستطع التحصيل؛ فقلت درجاتي، ورسبت في مواد أخرى، كنت غريبا في بلدي، الناس هنا مختلفون تماما؛ السب، والتدخين، والغش، والأخلاق السيئة، والنفوس المملوءة بالضغينة، الكل يريد أن يثبت أنه على صواب، حتى وإن كان مخطئا، حتى صوت الأذان لا أسمعه!
قابلت أصدقاء جيدين، ولكن في أغلب الأحيان، وبدون خوض في التفاصيل، كنت في كل شيء أفعله تأتي مشكلة تصعب علي ما أريد أن أفعله، ولم أكن أنا السبب في ذلك، وكنت أمر بحالات اكتئاب وضعف، ففكرت وقلت: أين التوفيق من الله عز وجل؟ هل أذنبت ذنبا لم أتب منه؟ لقد تشاجرت مع والدي في يوم من الأيام، لكني تصالحت معهما وتبت، كنت أحب مساعدة الناس ولا زلت، كنت أساعد زملائي أيام الثانوية وأشرح لهم الدروس وأساعدهم.
كنت في كل لحظة أتمنى أن أنهي هذه السنة، على أمل أن أرجع إلى السعودية في الإجازة، -ولله الحمد- نجحت في جميع المواد ورسبت بمادة، بعد كل هذه الأحداث ثقتي بنفسي قلت؛ لدرجة أني لم أعد أستطع أن أقف على قدمي بدون خوف!، صرت أتردد في كل خطوة، صرت ضعيفا، الآن بعد ما رجعت إلى السعودية لم أعد أشعر بذلك، ولكني أخاف من السنة القادمة.
عزمت على أن أنظم وقتي، وأواظب على الصلاة، وأن أمارس الرياضة؛ للتغلب على الاكتئاب، ولكني أخاف أن تظهر هذه المشاكل مرة أخرى.
لماذا يحدث لي هذا؟ هل هذا عدم توفيق من الله -عز وجل-؟ هل هو من الحسد؟ فكلية الهندسة تعتبر من الكليات المرغوبة في مصر، هل لأنني في غربة؟ مع العلم أن لدي أهل في مصر، ولكنني لم أكن أراهم قبل سفري للدراسة إلا نادرا في الزيارات السنوية.
كيف أزيد من ثقتي بنفسي وأتحمل المشاكل؟ كيف أتغلب على الاكتئاب؟
شكرا جزيلا على هذا الموقع الرائع والمجهود العظيم، أسأل الله أن يعينكم ويسكنكم فسيح جناته.