السؤال
السلام عليكم ورحمة الله..
أنا بنت، عمري 20 عاما، منذ أول مرة جاءتني فيها العادة الشهرية إلى السنة الماضية والعادة منتظمة عندي باليوم والساعة -والحمد لله-، المشكلة أنه في آخر سنتين أصبحت تتأخر بضعة أيام، من حولي يقولون لي تغيير جو، ولأن حالتي النفسية أيضا ليست جيدة لأني أسافر وأبعد عن أهلي للدراسة.
المهم الشهر الماضي تأخرت يومين، ولكنها نزلت بشكل عادي، أما في الشهر الحالي فقد كانت أغرب عادة شهرية مرت علي في حياتي، فأول شيء تأخرت 4 أيام، وفي اليوم الخامس من وقتها نزلت ولكن لونها بني داكن، واليوم كله لم ينزل علي دم أبدا، في اليوم الذي بعده استمر نزول اللون البني مع بيج مع دم قليل يكاد يكون دم جرح وليس عادة، والأمس كان اليوم الرابع، ولم ينزل شيئا، أنا خائفة من أن يكون عندي شيء، لأني كنت أحس بآلامها قليلا، وخائفة أيضا أن تكون ليست العادة إنما استحاضة؛ لأني تركت الصلاة بحكم أنه وقتها، ولكن لم ينزل الدم.
بحثت عن أسباب تأخرها، أنا مؤخرا بدأت في ممارسة رياضة ليست عنيفة، وحالتي النفسية مستقرة، والصحية أيضا، أتمنى أن تردوا علي بأسرع وقت، لأن اليوم هو 5 يوم ولم ينزل شيء، وهي عادة تأخذ معي سبعة أيام، فهل أغتسل وأصلي أم ماذا؟ وهل تستدعي حالتي مراجعة الطبيب؟
كنت أمارس العادة السرية، ولكني تركتها -والحمد لله- لا أعادني الله لها منذ مدة، هل تؤثر علي العادة؟ والله أنا قلقة جدا لدرجة لا أستطيع النوم جيدا من كثرة تفكيري فيها.
جزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم، ولا أراكم في أنفسكم وأهليكم بأسا قط.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
من الناحية الشرعية -أيتها البنت العزيزة-: هذا اللون البني الذي وصفته إذا كان مجردا عن الدماء أي لم يختلط به دم، وكان بلون الكدرة، أي كلون التراب الذي يخلط بالماء مثلا، فهذا يسميه الفقهاء الكدرة، والكدرة نحن نفتي بقول الحنابلة فيها، وهو أنها تعد حيضا ما دامت في أيام العادة، وكذلك تعد حيضا إذا كانت بعد الدم متصلة به ولو كانت خارج أيام العادة.
والذي فهمناه من كلامك: أنها جاءتك في أيام عادتك، ومن ثم فهي حيض، تعاملينها معاملة الدم، وما ذكرته من تأخر الدورة فإن الفقهاء يقولون: الدورة قد تتقدم وقد تتأخر، ولا يؤثر ذلك على الحكم الشرعي.
نسأل الله تعالى أن يفقهك في دينه.
____________________________________________________________
انتهت إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
وتليها إجابة الدكتور/ رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
____________________________________________________________
نشكرك على دعاءك الجميل، ولك مثله -إن شاء الله تعالى-.
إن الدورة الشهرية الطبيعية قد تتأخر أحيانا، فإن لم يتجاوز هذا التأخير ال 7 أيام؛ فإنه يعتبر تأخيرا مقبولا وغير مرضيا، سببه أن البويضة في هذه الدورة قد احتاجت إلى وقت أطول من المعتاد ليتم نضجها، وفي مثل هذه الحالة لا يجوز إعطاء الأدوية لتنظيم الدورة.
وبالنسبة للدورة الشهرية عندك: فقد نزلت بعد تأخير 5 أيام فقط، لذلك يجب اعتبارها طبيعية حتى لو نزلت على شكل إفرازات بنية، ويجب اعتبار اليوم الذي نزلت فيه هذه الإفرازات هو أول يوم من الدورة، وبغض النظر عما حدث بعد ذلك، وكل الأيام التالية ستكون أيام حيض، حتى لو كان الدم ينزل بشكل متقطع، وحتى لو بقي لونه داكنا، بالطبع إن الحالة النفسية تؤثر على الدورة.
أما بالنسبة للتمارين الرياضية: فإن كانت تمارين بسيطة وغير عنيفة؛ فإنها لا تؤثر على نزول الدورة.
وبما أنك قد توقفت عن ممارسة العادة السرية -والحمد لله-؛ فيمكن القول بأن هذه الممارسة ليست هي السبب فيما يحدث الآن، والتأثيرات السيئة للعادة السرية عادة ما تبدأ بالتراجع تدريجيا بعد التوقف عنها وتختفي بعد 6 أشهر.
إذا الحالة التي عندك الآن لا تستدعي مراجعة الطبيبة، ولكن في حال حدث أي من الأشياء التالية: ( ألم في البطن، غزارة في دم الدورة، تأخر الدورة لأكثر من 7 أيام )، فهنا يتوجب عليك مراجعة الطبيبة فورا لعمل تصوير تلفزيوني، وتحليل هرمونات لمحاولة معرفة السبب وعلاجه مبكرا.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.