السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا طالب ثانوي، أصوم أيام التطوع، وأصلي صلاتي بحقوقها وآدابها، ولست أقول هذا من باب الرياء، ولكني أقول هذا لكي أريكم حالتي الدينية.
لدي سؤال بشأن الوساوس: حيث حاليا بدأت أشعر بأني لست مؤمنا بالله حقا، حيث تأتيني وساوس وأفكار بشعة لدرجة أني لا أستطيع أن أقول هذه الأفكار، عندما أقرأ في المصحف وقرأت كلمة (الله) أدخل في وساوس حول وجود الله والرسل، لدرجة أني أتعرق من جبهتي خوفا من أن يقبض الله روحي، وأنا في هذه الصورة.
بحثت في الإنترنت، ووجدت أنها وساوس، لكني أخاف أن أقابل الله تعالى يوم الحساب وأنا لست مؤمنا به حق إيمانه، لدي أصدقاء غير مهتمين بدينهم، لكني تمنيت أن أكون في مكانهم؛ لأنهم مؤمنون بالله حق إيمانه.
لذا سؤالي هو: هل هناك علامات تثبت بأن الشخص مؤمن بالله حق إيمانه أم لا يعلم بذلك إلا الله؟ وما هو السبب الذي جعلني أدخل في هذه الوساوس؟ وكيف أتجنبها نهائيا؟ لأن هذه الوساوس أصبحت مصدر إحباط لي، حتى في الوضوء تأتيني الوساوس، وأثناء الصيام، وكذلك في الصلاة، وغيرها من العبادات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أخي الحبيب المؤمن- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما سألت عنه فإننا نجيبك من خلال النقاط التالية:
أولا: سؤالك الأول -أخي الحبيب- إجابته قد ذكرتها أنت دون أن تنتبه، أما السؤال فهو: هل هناك علامات تثبت بأن الشخص مؤمن بالله حق إيمانه؟ وأما الجواب من كلامك فهو (لدرجة أني أتعرق من جبهتي خوفا من أن يقبض الله روحي وأنا في هذه الصورة) (أخاف أن أقابل الله تعالى يوم الحساب وأنا لست مؤمنا به حق إيمانه)، (تمنيت أن أكون في مكانهم؛ لأنهم مؤمنون بالله حق إيمانه) هل بعد هذا الكلام حاجة لأي حديث.
يا أخانا: هذا صريح الإيمان، فالشيطان يعرض عليك ما تكره، وما تتأذى منه؛ ليوهمك أنك من تقول ذلك، وليس هذا حقيقة أبدا، إن الكفر -أخي- أو ضعف الإيمان يتمثل في الرضا، والتلذذ بالمعتقد، والجهر به، فمثلا أنت الآن إذا أردت أن تقول: الله واحد لا شريك له، هل تتأذى بهذا القول؟ هل تتعرق منه؟ هل يؤذيك هذا المعتقد؟ إذا كانت الإجابة: لا، فأنت معتقد بذلك.
أسقط هذه الأسئلة على وساوس الشيطان، ستعلم ساعتها أنك مؤمن بالله، وهذه ألاعيب الشيطان فلا تعبأ بها.
ثانيا: قد تمنيت أن تكون مكان بعض أصحابك ظنا منك أنهم أكثر إيمانا منك مع أنك أكثر تدينا منهم، هذا كذلك من الشيطان؛ ليوهن عزيمتك، ويشكك في دينك، ولست أقل منهم إيمانا، بل ربما تكون أكثر.
ثالثا: أما علاج الوسواس -أيها الحبيب- فميسور جدا، فقط عليك أن تفهمه، فإذا فهمته سيطرت عليه، طبيعة الوسواس -أخي الحبيب- تكمن في قدرته على الانتشار، فهو لا ينشط إلا في بيئة التفكير السلبي فيه، فإذا أردت القضاء عليه فحول كل أمر سلبي إلى إيجابي، فالوسواس سخيف، والإنسان يربطه في فكره بالسخف، فردد في نفسك: هذا وسواس، كلام فاضي، كلام سخيف، هذا نوع من التغيير المعرفي المهم جدا، فحين يستخف الإنسان شيئا فسوف يحتقره، وحين يحتقره سوف يحدث ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن الوسواس يصبح ليس جزءا من حالة الإنسان، هذه التمارين تحتاج للصبر، والتكرار، والجدية في تطبيقها.
تعامل مع الوسواس بنوع من أنواع الاحتقار، فإذا أتاك قائل: الله غير موجود، اضحك، وقل في ذاتك: هو على كل شيء قدير، وقد قررت أن أقول: لا إله إلا الله 100 مرة. إذا أتاك مشكك في حبيبك محمد -صلى الله عليه وسلم- احتقر الشيطان، وقرر الصلاة على رسول الله 100 مرة، وهكذا، المهم أن تفعل هذه العبادة بلسانك فقط، وألا تترك أشغالك أو عملك، بل وأنت تعمل، وأنت تأكل، وأنت تسير، وأنت تركب الحافلة، حاربه بهذا اللون، ونبشرك سيفر منك هاربا أيها الأخ الحبيب المؤمن.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، ونحن بانتظار بشارتك لنا بانتهاء هذا السخف قريبا.
والله الموفق.