السؤال
السلام عليكم..
أنا بنت، عمري 28 سنة، أعاني من خوف كبير من الحلم بالأسنان، بدأت المشكلة منذ 3 سنوات تقريبا، وصلت لدرجة أني لا أنام حتى لا أحلم، ولكني في هذه الفترة أصابني الخوف بشكل مستمر، وتطورت حالتي، بأني أصبحت أخاف حتى من أن أعالج أسناني، أخاف لو عالجتها أن أحلم بها.
والآن زاد الوسواس عندي لدرجة أنه لا يوجد شيء يسعدني أبدا، فأنا أراقب أسناني بالمرآة؛ أخاف من أن تسقط أسناني، وأحس بأنها تميل وتسقط، حتى صرت أخاف من الأكل، ولا أستمتع بأكلي، خوفا من أن تسقط وبعدها أحلم بها، كما أخاف الجلوس مع أناس يتكلمون عن الأحلام.
أنا لم أنم إلى الآن، أحس بخوف وأشعر برغبة في البكاء، لأني كلما أكلت شعرت بأن أسناني تتحرك، مع أنها في الحقيقة لم تتحرك، فأنا أعيش في خوف يحجبني عن السعادة، وخوفي هذا يجعلني لا أرغب بالزواج، فكل من تقدم لي رفضته لهذا السبب، وأحيانا أتمنى أن أموت بسبب هذا الخوف، فأنا لا أستطيع الاستمتاع بشيء، ولم أشعر بالسعادة أبدا، أريد أن أتخلص من خوفي من الأسنان والأحلام، أتمنى أن آكل مثل كل الناس بدون خوف، وأعيش حياة طبيعية!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي تعانين منه بالفعل (قلق مخاوف وسواسي)، وهذه المكونات الثلاثة مهمة (المخاوف – القلق – الوساوس)، وقطعا هذا النوع من التفكير غير منطقي، وغير مرتبط بالواقع، لكنه متسلط عليك ومستحوذ عليك، وربما يكون نتج من تجربة سالبة حول الأسنان، أو تخوفك من طبيب الأسنان، أو شيئا من هذا القبيل، أو ربما يكون ليس هنالك أي سبب واضح.
علاج هذه الحالة –أيتها الفاضلة الكريمة– هو:
أن تجلسي مع نفسك جلسة طويلة، تتأملي فيها أفكارك هذه، وتكوني صادقة مع نفسك، وتقابلي الأمر بحزم، وتقولي لنفسك (هذا وسواس سخيف، قبيح، عطل حياتي، أخر عني الزواج، فما الذي يجعلني أشغل نفسي به، هو بالفعل حقير، ويجب أن يحقر، وأسناني الحمد لله صحية، وليس لدي أي مشكلة).
أسقطي على نفسك هذا النوع من الأفكار المضادة للوسواس، وهذا مهم جدا، إن طبقتها بصورة صحيحة ومنعت الاستجابات السلبية -أي استعادة الأفكار الوسواسية– هنا سوف تنجحين بدرجة كبيرة في تخطي هذه المشكلة، لكن الأمر يتطلب شيئا من الجدية من جانبك، كذلك أن تكوني حازمة وصارمة مع نفسك.
وأريدك أيضا أن تقرئي عن الأسنان، كيفية نموها، نشأتها، مكوناتها، فالقراءة والاطلاع ومعرفة التفاصيل التشريحية للأسنان بصفة عامة هذا أيضا يساعدك، لأن هذا نوع من التعريض أو الإطماء، وهو أن يطلع الإنسان على المعلومة المتعلقة بالأشياء بكثافة ودقة، هذا يجعلك أكثر قبولا وأكثر التصاقا بمصدر خوفك، وهذا مهم.
النقطة الثانية: أريدك أن تتعلمي تمارين الاسترخاء، لأن علتك فيها جانب قلقي ووسواسي، والقلق دائما يعالج من خلال تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015).
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت قطعا محتاجة لدواء مضاد لقلق المخاوف الوسواسي، وأفضل دواء في حالتك هو (زيروكسات) والذي يعرف باسم (باروكستين)، أنا أقدمه لك كمقترح، لكن حاولي أن تذهبي إلى الطبيبة –الطبيبة النفسية أو طبيبة المركز الصحي– لتصف لك هذا الدواء أو غيره، وحين تتناوليه بصفة منتظمة، وأن تلتزمي بالجرعة، أعتقد أن ذلك سوف يقلل كثيرا من حدة مخاوفك الوسواسية، وبعد ذلك سوف تجدي حتى عملية المقاومة السلوكية للوسواس قد أصبحت سهلة جدا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.