السلام عليكم

أنا طبيبة أسنان عمري 56 سنة، أعاني منذ فترة من وخزات تأتي تحت الصدر من الجهة اليسرى، وأحيانا فوقه، مدة 10 دقائق تقريبا ثم تختفي، حصل ذلك في العشر الأواخر من رمضان ثم ذهب الوخز فترة.

الآن ومنذ فترة أسبوع ذهبت في رحلة ليوم واحد، كانت مدة السفر ذهابا وإيابا 7 ساعات تقريبا، وبعد عودتي بيوم عادت الوخزات مع تخدر في يدي اليسرى، ثم أصبح ألما مزعجا، وليس بالمؤلم، يظل معي قرابة ساعة ثم يزول، وفي آخر مرة ظل من الساعة 2 فجرا إلى 8 صباحا، وبدأ يخف، ولكن صاحبه عدم القدرة على التنفس الجيد، وكنت أحس بأن معدتي منتفخة أيضا، مع ضيق في التنفس، وللعلم أنا أعاني من الربو والضغط، وأستخدم للربو الفونتولين، وأستخدم معه أيضا سيمبوكورت منذ ثلاث سنوات، وآخذ دواء الضغط كوديوفان 160/25.

ذهبت إلى طبيب قلب، وأجريت تحاليل وتخطيط القلب تحت الجهد وتخطيط إيكو، وكانت النتائج سليمة -والحمد لله-، ولكن كان الكوليسترول مرتفعا درجتين عن المعدل، ولكن بعد يوم عادت نفس الحالة من جديد، والوخز كان على على الجانب الأيسر من الصدر، مع تشنج وتخدر في يدي اليسرى، وقد أصبحت في حيرة، خصوصا أن ابنتي عانت من نفس الأعراض قبل وبعد عودتنا من السفر، مع خفقان في القلب، وشعور خفيف بالغثيان، وعندما أجرت تخطيطا كانت النتيجة سليمة أيضا، وعمرها 27 سنة، وليس لديها أي مرض، غير أن لديها التهابا في الحلق، يأتي ويذهب كل فترة من الزمن، رغم أنها عملت زرع عينة من الحلق، ووصف لها الدواء، ولكنه ظل يعود.

للعلم: في الفترة الأخيرة كنا نمر بحالة توتر في حياتنا، أتمنى مساعدتي بأقرب وقت ممكن، وجزاك الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناجية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله أن نتائج التخطيط واختبار الجهد والأيكو مطمئنة جدا، ولا بد وأن طبيب القلب الذي أجرى لك هذه الاستقصاءات التشخيصية قد طمأنك أن القلب ليس السبب في هذه الأعراض.

إن آلام الذبحة الصدرية الناجمة عن تضيق شرايين القلب، والتي يخاف منها كل من حصل معه ألم في منطقة الصدر، وكثيرا ما تأتينا أسئلة حتى من صغار السن، متخوفين من أن يكون هناك تضيق في شرايين القلب.

أما الآلام الناجمة عن تضيق الشرايين أو الذبحة الصدرية تأتي على الجهد، ويكون بشكل ألم عاصر في منطقة الصدر أو آلام ضاغطة على الصدر أو ثقل في المنطقة، ويترافق معها آلام تنتشر إلى الكتف الأيسر والذراع، ويترافق معها ضيق في التنفس وتعرق، ويخف الألم تدريجيا خلال عدة دقائق مع التوقف عن الجهد، أو تناول حبة نايتروغلسيرين تحت اللسان.

إلا أن معظم آلام الصدر لا تكون من القلب، خاصة في سن الشباب، فهناك أسباب كثيرة لآلام الصدر، منها آلام جدار الصدر، أي عضلات الصدر، وهي شائعة جدا، وتأتي في منطقة الصدر، وتكون بشكل قابض، وتزداد مع حركة الكتف، والطرف العلوي، ويكون هناك آلاما بالضغط على العضلة الصدرية أثناء الفحص أو آلام مفاصل الصدر.

ومن الآلام التي تنجم عن مفاصل الصدر وتكون متوضعة على مسار مفاصل الصدر، حيث يتمفصل فيها غضروف الضلع، مع عظم القص، وهي العظمة الأمامية في وسط الصدر أو يكون بين الضلع وغضروف الضلع، وهذا يمكن كشفه بالفحص الطبي للصدر، ويشعر المريض بآلام كالوخز في منطقة صغيرة من الصدر، أو كالحرق، ويكون في مكان المفاصل في الصدر، وأما مريض تضييق الشرايين والذبحة القلبية، فإنه عادة ما يضع قبضته على صدره، ويحاول أن يمسك جدار الصدر بيده.

يمكن لآلام الصدر أن تكون بسبب الارتجاع، وتكون بشكل حرقة في أسفل الصدر، وأحيانا يمكن أن يسبب الارتجاع تقلصا في المريء يسبب آلاما شديدة في الصدر، ويمكن أن تكون بسبب زيادة الغازات في أعلى المعدة أو في الجزء العلوي الأيسر من القولون، مما يضغط الحجاب الحاجز إلى أعلى، وقد ذكرت أنت أنك كنت تعانين أيضا في نفس الوقت من الانتفاخ في البطن، فقد يكون هو السبب في هذا الشعور في الصدر، وكذلك الشعور بضيق التنفس بسبب ضغط الغازات في البطن على الحجاب الحاجز.

يمكن كذلك للقلق والتوتر أن يسبب آلاما في الصدر، وتكون في الأوقات التي يمر فيها الإنسان بضغوطات أو ظروف اجتماعية مقلقة، ويجب الانتباه أيضا إلى أن آلام الصدر يمكن أن تسبب القلق بسبب التخوف من أن تكون بسبب القلب، وبالتالي تستمر آلام الصدر ما لم يتوقف التفكير في هذه الآلام ويهدأ الإنسان.

إن التنميل الذي يمكن أن يترافق مع آلام القلب، عادة ما يكون في الجزء الداخلي من الإبط والكتف، ويمكن أن يصل إلى الجزء الداخلي من الذراع والساعد واليد، أما إن كان التنميل الذي تشعرين به في اليد نفسها، فقد يكون من القلق نفسه، ويسمى anxiety numness، وهذا يمكن أن يحصل في أماكن متعددة من الجسم، منها اليد ومنها الذراع والفم، وأماكن أخرى أيضا، أنا لا أرى داعي للقلق، فهذه الآلام يمكن أن تحصل بسب انتفاخ البطن والغازات، أو بسبب المعدة أو الارتجاع أو جدار الصدر.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة وراحة البال.