هل أعاني من وساوس السؤال عما أجهل؟

0 207

السؤال

السلام عليكم
أعاني من وسواس قهري، بحيث إذا كان علي أن أسأل في أمر فقهي فلا أستطيع الانتظار أبدا، وتنتابني حالة من التوتر والألم الجسدي، فمثلا: إذا علمت أني من المحتمل أن أتطهر بشكل خاطئ أو أن هذا العمل الذي فعلته يعتبر كفرا، فلا أستريح حتى أقفز من مكاني لأسأل عن الحكم، فهل هذا صحيح أم أني أتريث قليلا ولا أسارع بالسؤال؟

ثم ماذا أفعل إن شككت في هذا الأمر أكان كفرا أم لا؟ هل أسأل عن حكمه فعلا أم أقول إن هذه وساوس؟ فما يجعلني أسأل هو خوفي من أن أكون قد كفرت بالفعل.

أرجو منكم التوضيح، وعذرا على كثرة السؤال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أخي الحبيب: الإيمان هو اعتقاد بالقلب لا ينزعه وهم، ولا يخرجك منه تفكير حتى ولو كان سلبيا ما دمت لم تقتنع به، فدع عنك هذا التفكير، فأنت مؤمن ولا يعدل عن اليقين إلا بيقن مثله.

ثانيا: الوسواس شيء سخيف؛ فهو أمر نفسي، وعلاجه كذلك نفسي، ومتى ما تعرفت عليه هان عليك أمره وسهل عليك التغلب عليه، إن الوسواس لا ينشط إلا في بيئة التفكير السلبي فيه، فإذا أردت القضاء عليه فحول كل أمر سلبي إلى إيجابي، فالوسواس سخيف وشيء تافه، وربطه بالسخف وترديد ذلك على مسامعك واحتقاره هو أول العلاج، قل معي الآن: الوسواس أمر سخيف وشيء تافه وكلام باطل، هذا نوع من التغيير المعرفي المهم جدا، فحين يستخف الإنسان بشيء فسوف يحتقره، وحين يحتقره سوف يحدث ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن الوسواس يصبح ليس جزءا من حالة الإنسان.

هذه التمارين هامة جدا ومفيدة كذلك؛ لأنها تعمل على إقناع الذات بتفاهة الأمر، وهي إن شاء الله مؤثرة، لكنها تحتاج للصبر والتكرار والجدية في تطبيقها.

ثالثا: نريدك أن تدرس كتابا في العقيدة على يد شيخ، فإن الشيطان يأتي للإنسان من باب يجهله، فإن تعلمت العقيدة أغلقت عليه الباب وانتهى أمره.

رابعا: أما الأسئلة الفقهية فالأمر فيها يسير، ولا يتعلق بها كفر أو إيمان، وعليك كلما عن في نفسك سؤال أن تسأل أحد العلماء والأمر هين وسهل.

خامسا: نريد منك أن تصحب بعض الأصدقاء الصالحين، وأن تتعاونوا معا على أي عمل دعوي أو شرعي أو اجتماعي.

سادسا: ابحث عن أقرب شيخ يمكنك الالتقاء به يوميا، تعرف عليه، واحك له ما عن لك، واطلب منه أن تصادقه وأن يسمح لك بالحديث إليك والتشاور معك.

أمرك هين بأمر الله، عليك بالدعاء واعلم أنك بالله قوي، نسأل الله أن يحفظك من كل مكروه.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات