ما أسباب النزيف في الأنسجة العنكبوتية في الدماغ؟ وما نسبة عودته مرة أخرى؟

0 348

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حدث معي قبل ثلاثة أشهر نزيف تحت الأنسجة العنكبوتية، نزف بسيط جدا وتوقف، دخلت المستشفى وعملت أشعة مقطعية وقسطرة –والحمد لله- لم يتم إيجاد أي شيء، أو ضعف في الشريان أو نيورزم، وأوعز الأطباء ما حدث بأنه شيء عارض لعدم وجود السبب.

سؤالي: هل يمكن أن يعود النزيف مرة أخرى؟ وهل إذا عاد سيكون مثل الوضع الأول؟ وصف لي الطبيب دواء تربتزول 25 غرام آخذه من أسبوع.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الوليد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن النزف تحت العنكبوتية يحدث من العديد من الأسباب منها التي ذكرتيها، وكذلك الرضوض أو ضعف في أحد الشرايين، إلا أنه يمكن أن يحدث بدون أي سبب ويسمى النزف التلقائي، وكما تعلمين فإن أعراض هذا المرض هو الصداع الحاد بشكل مفاجئ وغير تدريجي، ويوصف هذا الصداع بأنه أقوى صداع يمر به الإنسان من أي وقت مضى، وأحيانا يكون مصحوبا بفقدان الوعي، وينتشر الألم في كل الرأس، هذا الألم غير العادي في شدته وفجائيته يجعل الإنسان يعتقد أحيانا بأنه أصيب في رأسه جراء ضربة بدنية خارجية، هناك أعراض أخرى ترافق هذا الصداع، هي: تيبس مؤخرة العنق (العمود الفقري)، قيء، نوبات صرع، دوار واضطرابات بصرية وسلوكية.

وتمدد الأوعية الدموية (الانيورزم) هو السبب الرئيسي للنزيف تحت العنكبوتية، وهي المسؤولة عن حوالي 70% من حالات النزيف. ويمكن أيضا أن يكون السبب هو تشوه الأوعية الدموية، تشوهات الشرايين والأوردة (Arteriovenous malformations) إلا أنه نادرا ما يظهر هذا الاضطراب في الأوعية الدموية في الدماغ، في هذا التشوه يكون الاتصال مباشرا بين الشريان والوريد دون المرور عبر الشعيرات الدموية التي تؤدي إلى انخفاض سرعة تدفق وضغط الدم، نتيجة لذلك يرتفع ضغط الدم إلى حد كبير في الوريد الذي لا يتحمله، فيؤدي ذلك إلى اتساع الوريد الذي قد يتمزق وينزف، لا يعرف الإنسان أنه يعاني من هذا الاضطراب إلا بعد حدوث النزيف، وهو يسبب 10% من حالات نزف تحت العنكبوتية.

والرضوض على الرأس والاضطراب في تميع الدم أيضا يمكن أن تكون السبب في النزف تحت العنكبوتية، وهناك 15-20% من الحالات لا يمكن معرفة السبب، ولا بد وأن حالتك هي من هذه المجموعة. أما عن نسبة تكرر النزف في الحالات التي لا يكون هناك سبب لها، فإنه وكلما مر الوقت دون نزف فإن نسبة حصول النزف تقل، ففي كل يوم يمر دون عودة النزف فان احتمال حصول النزف تقل بنسبة 1-2% يوميا، وبعد مرور 3 سنوات تصبح إمكانية عودة النزف نسبة طبيعية معادلة للأشخاص الأصحاء.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات