السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي مشكلة، وهي رعشة في اليدين، تقريبا منذ 5 -6 أشهر، عندما زرت الطبيب قام بإعطائي حبوب فيتامينات تدعى نوروبيون (neurobion coated) الحبوب قامت بتخفيف الرعشة موقتا فقط، وفي المراجعة الثانية قام بإعطائي (neuro-b) حبوب فيتامينات -أيضا- لكن لم يكن لها تأثير قوي.
وفي المرة الثالثة قررنا عمل تحاليل دم فيتامين (d + b12) تحاليل (بي12) طلعت سليمة، لكن تحاليل دي طلعت نسبتها 17 لذا قام بإعطائي (فيدروب)، وهي عبارة عن قطرات، بعد أخذها اختفت الرعشة بشكل ملحوظ، ولكنها عادت بعد عودتي للعمل.
الرعشة لا تكون ملحوظة بعض الأحيان، وبعض الأحيان يمكن ملاحظتها، وتتزايد بعد العمل مباشرة، وأحيانا أشعر بها في الجسد كاملا، وأيضا -على كلام الأصدقاء- يبدو أن فمي يرتعش أيضا.
طبيعة عملي مرهقة، وهي عبارة عن حمل حديد وأخشاب، فأرغب بالمعرفة، فهل سبب هذه الرعشة هو الإرهاق من البداية أم لها سبب آخر؟ وهل بقاء الرعشة دون علاج يسبب أي أعراض جانبية مستقبلية، أضرارا دائمة جسدية أو أي شيء؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Raeed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
لم تذكر كم هو عمرك -يا أخ رائد- فهو مهم؛ لأن هناك رعشات تظهر في الكبار، وهناك رجفات يمكن أن تظهر في أي سن، وهناك أسباب عديدة للرعشة، وأذكرها هنا حتى تتعرف إن كانت تنطبق على حالتك؛ لأن الفحص الطبي مهم في مثل حالتك، وأنت لم تذكر ماذا كان تشخيص الطبيب بعد أن فحصك:
1- من أسباب الرعشة في اليدين هو كثرة تناول المنبهات: كالشاي، والقهوة، وقلة النوم، وكثرة السهر، والإجهاد العضلي، وقد يكون هذا هو السبب عندك، خاصة إن كان يظهر بعد أن تكون قد قمت بعمل، وكما ذكرت فإن طبيعة عملك هو حمل الحديد والخشب، وفي مثل هذه الحالة فإنه يجب أن تخف هذه الرعشة، وتختفي في الأيام التي تكون فيها مرتاحا في البيت، كيوم الجمعة، فإن كانت هذه الحالة تنطبق عليك، أي أنه في أيام الإجازة، ويوم الجمعة تخف كثيرا أو تختفي؛ فإنه قد يكون هو الجهد الذي تقوم به، وهذا النوع من الرعشة ليس له علاج، ولا يضر حتى لو تركته.
2- يحصل نوع من الرعشة عند الكثير بسبب القلق والتوتر أو الوقوف أمام الناس، وهذا يسمى بالقلق الظرفي، ويقصد به المخاوف التي تأتي للإنسان عند المواجهات، وأحيانا دون مواجهة، والسبب في ذلك أنه غالبا ما يكون لدى الشخص الاستعداد -أصلا- للقلق والتوتر، وهذا لا يعتبر مرضا, إنما هي ظاهرة تشاهد لدى كثير من الناس.
إن كنت تحس بالقلق أو التوتر عند مقابلة الناس، فعادة ما يكون هو السبب، وينصح الإنسان في مثل هذه الحالة بالنوم المبكر, وممارسة الرياضة, والتقليل من شرب الشاي والقهوة والمنبهات، وممارسة تمارين الاسترخاء؛ فهي ذات فائدة -بإذن الله- ويمكنك أن تجدها في كثير من مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
3- هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تسبب الرعشة، مثل: أدوية الربو، والكورتيزون، وأدوية أخرى، إلا أنك لم تذكر أنك تتناول أي أدوية.
4- في كبار السن قد يحصل رجفة في اليدين وفي الجسم، وهي تحصل مع الراحة، وتسمى مرض (باركنسون)، وهي لا تنطبق عليك؛ لأن الرجفة عندك تظهر مع العمل.
5- هناك رعشة تحصل لدى بعض الناس عند الغضب والانفعال العصبي، وتختفي عندما يعود الشخص إلى طبيعته.
6- وهناك رجفات -أيضا- تحصل نتيجة زيادة نشاط الغدة الدرقية، وهذه تكون رعشة خفيفة، وتكون مترافقة مع نزول الوزن والإسهال.
7- من أسباب رعشة الأطراف -أيضا- نقص السكر، وهذا يسبب -أيضا- الشعور بتعرق بارد وخفقان، والإحساس بالجوع، إلا أنك لم تذكر أنك تعاني من السكر.
8- فرط نشاط الغدة الدرقية، وهي رجفة خفيفة وناعمة في اليدين مع زيادة التعرق والخفقان، وفقدان الوزن، وأحيانا جحوظ في العينين.
9- هناك رجفة ناجمة عن اضطراب في المخيخ، إلا أن هذه الرجفة تترافق مع اضطراب في التوازن، وقد تم فحصك -كما ذكرت- بالطلب منك بأن تضع يديك على أنفك، وكان طبيعيا، وهذا يستبعد هذا النوع من الرجفة.
10- هناك ما يسمى بالرجفة البدئية أو (الردغة) يمكن أن يظهر في أي سن، وبعض الحالات يكون هناك شخص آخر في العائلة عنده نفس الرجفة، إلا أنه يمكن أن يكون المريض هو الوحيد الذي يشكو من هذه الرعشة في 50% من حالات الرجفة البدئية.
وتكون الرجفة مع تناول الطعام والشراب، وسكب السوائل، والكتابة والحركة، وتزداد مع القلق، والإعياء والجهد، والتمارين الرياضية، وتناول المنبهات، وتخف مع الراحة والارتخاء.
ولذا فإنه يجب أن تراقب الوضع، فإن كانت تحصل عندك أيضا عندما تقوم بأي عمل حتى في الأيام التي تكون فيها بدون عمل، فهي على الأكثر الرعشة البدئية، أما إن كانت فقط بعد أن تتنتهي من العمل المجهد؛ فهي الرعشة التي تأتي مع الجهد، وهذه -كما ذكرنا- تخف تدريجيا، وتختفي مع الراحة.
إن لم تستطع أن تجد من بين الأسباب التي ذكرتها أيا من الحالات التي توافق حالتك، فعليك بمراجعة طبيب مختص بالأمراض العصبية، ولكن قبل ذلك راقب كل الأمور التي ذكرناها سابقا.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.