خطيبي لا يتصل إلا قليلا، كيف أجعله يهتم بي ويسأل عني دائما؟

0 929

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة مخطوبة منذ حوالي خمسة أشهر، وخطيبي شخص محترم وعلى خلق ومتفاهم، ولكن مشكلته أنه غير مهتم ولا يذكر لي تفاصيل صغيرة تهمني، ولا يتصل بي دائما، يعني مرة أو اثنتين في الأسبوع، وأحيانا يمر الأسبوع كاملا ولا يتصل بي، وأحيانا أبعث له رسالة ولا يرد علي.

وعندما صارحته وأخبرته بأن هذا الشيء يزعجني، قال: أنت دائما في بالي. وأحيانا يقول: أنا أحاول أن أشغل نفسي عنك؛ لأني عندما أتصل بك تنتابني مشاعر وأريد أن تكون دخلتنا غدا، فلهذا أشغل نفسي عنك.

تقهرني تصرفاته، أحسن وكأنه عندما يكون خاليا لا يفعل شيئا يتذكرني ويتصل بي، وأنا قلقة بأن يكون بعد الزواج جافا وغير مهتم، كيف أجعله يهتم بي ويسأل عني دائما؟

عندي صديقة قالت: عندما يتصل بك لا تردي عليه، يعني (تغلي) عليه، حتى تري كيف يجري وراءك؟! وأخاف أن يسوء الوضع أكثر.

ساعدوني كيف أتصرف؟ هل أتصل به أو أنتظر إلى أن يتصل هو بي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حليمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لكم في طاعته الآمال.

ويسعدنا أن نهنئك بهذا الخاطب صاحب الدين، ونتمنى أن تتحول الخطبة إلى عقد ثم تكملوا المراسيم، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، فاشكري ربنا الفتاح، وسيري على خطى الصالحات وأهل الصلاح.

واعلمي أن الخطبة ما هي إلا وعد بالنكاح، وقد نصدق ما ادعاه من أن كثرة الاتصال تؤجج المشاعر، ولا تجد النفس لها متنفسا، وثقي بأن الشاب الذي اختارك راغب فيك؛ ولكنه منشغل بالترتيب وهم المسؤوليات، فبعد الخطبة تتأخر العواطف ويتقدم العقل.

ونحن لا ننصحك بالاستماع لوصية صديقتك، ونطالبك بالاعتدال؛ لأن كثرة الاتصال والكلام ليس فيهما فوائد، وهذه الفترة لا تخلو من المجاملات، والشرع الحنيف لا يفضل طول هذه الفترة، وخير البر عاجله.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى تشجيع زوجك على إكمال المراسيم، ومعاونته في تذليل العقبات وتخفيض التكاليف، وتواصلي مع أسرته، وأظهري لهم الحفاوة والاحترام حتى يبادلوك الاحترام، واستعدي للمراحل القادمة بقراءات ودورات في مجالات الحياة الزوجية، وفي جوانب تربية الأطفال، وكل ذلك بعد معرفة الجوانب الشرعية.

ولا مانع من تقليل مرات الاتصال ولكن ليس للتجربة والمكايدة، وإنما لأن التواصل الصحيح هو ما يكون لحاجة، أو في المناسبات، ونتمنى أن يكون الاهتمام والتواصل بأبعاد عائلية؛ وذلك لأن الزواج ليس بين شاب وفتاة فقط، ولكنه في إطاره الواسع لقاء بين أسرتين وربما قبيلتين.

والشرع لا يمنع التواصل ولكن يحدد نوعية الكلام، فابتعدوا عن الكلام المثير، وأجلوا الكلام العاطفي إلى أن تكملوا المراسيم، واعلمي أن الشاب إذا وجد ما يريد فلماذا يستعجل؟ ولذلك ندعوك لتقليل الاتصالات، وأشغلوا أنفسكم بطاعة رب الأرض والسموات.

ونسعد بدوام تواصلك مع موقعكم، ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير وأن يجمع بينكم على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات