أعاني من خلل في انتظام الدورة وتكيّسات مزمنة، أرشدوني.

0 377

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بنت، عمري 20 سنة، منذ أول مرة جاءتني فيها العادة الشهرية وإلى الآن أعاني من خلل في انتظامها، والآلام شديدة قبل نزولها بأسبوعين أو أسبوع، وتستمر إلى وقت نزولها، وفي بعض الأحيان تنقطع من شهر إلى ثلاثة.

ذهبت إلى الكثير من الأطباء، وأخذت العديد من العلاجات، لكنها لم تنتظم أبدا، فقط عندما أتناول العلاج تنتظم، لكن بدون علاج فهي غير منتظمة، وآخر تشخيص لي ظهر أن لدي تكيسات مزمنة، علما أن وزني 52كجم، وطولي 159سم.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما يحدث للفتيات من آلام في الدورة الشهرية، هي حالة مرضية تسمى (Dysmenorrea)؛ نتيجة لزيادة هرمون يسمى (بروستاجلاندن) في بطانة الرحم؛ مما يساعد على حدوث التقلصات، ولا يحدث ذلك عند كل الفتيات.

علاج آلام الدورة عن طريق تناول المسكنات، مثل: (بروفين) 400 مج أو أقراص (بونستان) 500 مج ثلاث مرات يوميا، وقت حدوث الألم، وفي نفس الوقت هو نفسه علاج للتكيس من خلال تناول حبوب منع الحمل (ياسمين أو كليمن) -وأنا أعلم أنك فتاة غير متزوجة، ولكن هذا هو العلاج- لعدة شهورمتتالية، مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب (دوفاستون) التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، والغرض من تناول تلك الحبوب هو تنظيم الدورة الشهرية، ووقف عملية التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية.

عدم انتظام الدورة الشهرية له بالطبع علاقة بالتكيس على المبايض، وهي حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميكة، وتختل بالتالي الهرمونات، مما يزيد في نسبة هرمون (إستورجين) على حساب هرمون (بروجيستيرون) الذي من المفترض زيادته بعد الإباضة، وهذا يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم، وبالتالي تطول مدة تساقط هذه البطانة أثناء نزول الدورة، فتطول المدة، ويحدث النزيف أحيانا بعد انتهاء الدورة الشهرية أو إلى ضعف بطانة الرحم، وندرة عدد أيام الدورة الشهرية، وتباعد نزولها.

السمنة لها دور كبير في حدوث تكيس المبايض، وزيادة مقاومة الخلايا لهرمون (الإنسولين) مما يؤدي إلى زيادة هرمون الذكورة، وظهور بعض الشعر في الوجه والصدر والبطن، وظهور كذلك حب الشباب، والخلل والتأخر في الدورة الشهرية، ولكن أحيانا يحدث التكيس مع الوزن الطبيعي، كما في حالتك.

كذلك، فإن كسل هرمونات الغدة الدرقية قد يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية؛ ولذلك يجب فحص هرمونات الغدة (TSH & Free T4)، مع فحص صورة دم، مع تناول حبوب (جلوكوفاج) 500 مج، مرتين يوميا بعد الأكل؛ لأنها تحسن عمل هرمون (الإنسولين)، وتقلل من نسبة هرمون الذكورة، وتحسن كثيرا -إن شاء الله- من التبويض، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أيضا.

الشيء المفيد في تنظيم الدورة الشهرية أيضا، بالإضافة إلى ماسبق: تناول شاي أعشاب البردقوش، والمرمية، وحليب الصويا، وتلبينة الشعير المطحون، وتناول الفواكه والخضروات بكثرة؛ لأن تلك الأشياء لها بعض الخصائص الهرمونية التي قد تساعد في التبويض الجيد، وعلاج تكيس المبايض، بالإضافة إلى تناول حبوب (ferose F) التي تحتوي على (فوليك أسيد) والحديد، وهناك كبسولات (TOTAL FERTILITY) لتقوية الدم، وتحسن المناعة، وتحسن التبويض، مع أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنه ضروري لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع الغذاء الجيد المتوازن.

في نهاية تلك المدة، يجب عمل التحاليل التالية: لهرمونات الغدة النخامية، وكذلك يجب فحص هرمون الحليب، وهرمون الذكورة، وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة هي:(FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE) ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون (PROGESTERONE) في اليوم 21 من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات