ما سبب الإجهاض المتكرر؟ وكيف أتجنب حدوثه؟

0 308

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو إفادتي شاكرة لكم حسن تعاونكم

مشكلتي تكمن في حدوث الإجهاض المتكرر.
أنا فتاة عمري 25، متزوجة منذ سنة ونصف، حصل حمل بعد الزواج ب3 شهور، واستمر الحمل حتى الأسبوع العشرين، خلال الأشهر ال3 الأولى كان يحدث نزول دم بشكل متكرر، وتم إعطائي حبوبا وإبرا مثبتة، وفي الأسبوع العشرين نزلت كتلة من الدم فذهبت إلى المستشفى، وأخبرني الدكتور بأن هناك توسعا في عنق الرحم، ولا بد من الإجهاض، وتم إعطائي طلقا صناعيا وتمت عملية التوليد، وأخبرني الدكتور: أني أحتاج إلى قطبة أو غرزة لعنق الرحم بعد الشهر الثالث في الحمل القادم.

بعدها بثلاثة شهور حصل حمل، ولكن في بداية الشهر الثاني وقبل سماع نبض الجنين حصل إجهاض، وحصل -أيضا- حمل بعدها بشهرين ولم يستمر أكثر من شهر، علما أني خلال الحمل كنت أتناول الفوليك أسيد والمثبت.

ما سبب الإجهاض في المرتين الثانية والثالثة? وما هي الفحوصات اللازمة لتجنب حدوث الإجهاض?
هل هناك خطر لو تم الحمل، علما أن آخر إجهاض كان منذ أربعة أشهر?

هل كان من الممكن -في الحمل الأول- معرفة أن عنق الرحم قصير من خلال فحص السونار، ويحتاج إلى غرزة?

آسفة على الإطالة، وشاكرة لكم حسن تعاونكم.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dooonia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة، يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب، بإذنه جل وعلا.
نعم -يا ابنتي- قد يكون لدى المرأة قصور في عنق الرحم، ومع ذلك لا يظهر هذا القصور في التصوير التلفزيوني بشكل مبكر، وذلك لأن قصور عنق الرحم لا يظهر دائما على شكل قصور في طول العنق، بل قد يكون عبارة عن ضعف أو قصور وظيفي في العنق، أي أن وظيفة العضلات الملساء في داخل عنق الرحم قد تكون ضعيفة، ولا تستطيع القيام بوظيفتها.

بمعنى أوضح أقول لك: قد يكون طول عنق الرحم طبيعيا جدا بالفحص والتصوير التلفزيوني، وقد يبقى مغلقا خارج وقت الحمل وفي الشهور الأولى منه، لكن ومع تقدم عمر الحمل، وكبر حجم الجنين فإن هذا العنق لا يتحمل الضغط الناجم من الحمل عليه لضعف عضلاته الملساء، حيث تفقد هذه العضلات قدرتها على التماسك كلما زاد الضغط، فيبدأ العنق في الاتساع والقصر، وقد يترافق ذلك مع نزف وألم، أو لا يترافق إلى أن ينتهي الأمر بحدوث الإجهاض.

لذلك وفي كثير من الحالات فإن تشخيص قصور عنق الرحم يتم وضعه بأثر رجعي، ومن خلال القصة الولادية، وهذا أمر هام جدا ويجب الانتباه إليه، وبالطبع في مثل هذه الحالة أي عندما يكون هنالك قصور في عنق الرحم، يجب عدم الركون لذلك واعتباره السبب الوحيد المسؤول عن الإجهاض، ففي بعض الحالات قد يتشارك أكثر من سبب في إحداث الإجهاض؛ لذلك بالنسبة لك يجب التعامل مع حالتك كأي حالة إجهاض أخرى، أي يجب عمل كل الاستقصاءات اللازمة عندك؛ للتأكد من عدم وجود سبب ثان مرافق مثل وجود اضطراب في الغدة الدرقية أو وجود أجسام مناعية مضادة في الدم تسبب التخثر والانسداد في أوعية المشيمة أو من وجود تشوه في الرحم نفسه أو اضطراب صبغي، أو التهاب أو غير ذلك من الأسباب حتى لو كانت نادرة الحدوث.

لذلك فنصيحتي لك هي بعمل الاستقصاءات التالية قبل حدوث الحمل مجددا، وذلك كنوع من الأخذ بالأسباب:
- تحليل للصبغيات لك ولزوجك.
- TORCH-GTT-
- TSH-PROLACTIN-LH-FSH-(ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة)
ANA-LA-ACA- PT-PTT-PROTIEN C-S
- زراعة للبول وزراعة من عنق الرحم.
- تصوير ظليل للرحم والأنابيب؛ للتأكد من عدم وجود تشوه -لا قدر الله- والأفضل هو عمل تنظير لجوف الرحم مع تنظير للحوض إن أمكن ذلك؛ لأنه أدق.

بعد عمل التحاليل السابقة، وعلاج أي حالة مرضية قد تتواجد، فيمكنك الحمل، فإن كانت التحاليل طبيعية فيمكنك الحمل من الآن ولا ضرر من ذلك؛ طالما قد مر على الإجهاض الأخير 4 أشهر، وطالما أن الدورة عندك منتظمة.

نسأل الله عز وجل أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات