حدث خلاف بيني وبين زوجتي ولا تريد العودة... فما توجيهكم؟

0 219

السؤال

السلام عليكم.

حدث خلاف بيني وبين زوجتي، وبعد أن تذمرت من العيش معي وأفصحت عن ندمها على أنها خلفت مني ولدين، قلت لها هذا أنا وإذا ما أعجبك الباب مفتوح، وبالفعل اتصلت بوالدها وأخذها هي والأولاد.

بعد أيام كلمتها وأعطيتها شروط العودة للبيت، ومن ضمنها أن تستشعر مكانة الزوج، وأن تتخلص من اللعن على الأولاد، وأن لا تمنع أبنائي من الذهاب معي لوالدتي، وأن تقصر مشاوير السوق إلى كل ثلاثة أشهر بدلا من كل شهر، وأن تحترم والدتي وشقيقاتي، ولا تصطنع المشاكل معهم.

أنا متمسك جدا في رأيي حتى لا تتكرر المشكلة، وكي نكون على بينة، وهي للأمانة أفضل ما فيها أنها لا تترك فرض الصلاة، لكن مضى شهر وهي لا تريد العودة، فإلى متى أصبر؟ وبماذا تنصحوني؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، نحن سنبدأ أيها الحبيب من حيث انتهيت من وصف زوجتك ووصفك لها بأنها تحافظ على فروضها، وهذا من إنصافك ورجاحة عقلك، وهو التوجيه النبوي الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما عند تفاقم المشكلات بين الزوجين، فقد روى مسلم رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر، ومعنى لا يفرك: لا يبغض، فهذا الإرشاد النبوي دواء وبلسم لجراحات الخلافات، وهو توجيه بأن ينظر الإنسان إلى محاسن الزوجة وإيجابياتها كما ينظر إلى مساوئها وعيوبها.

عند التأمل أيها الحبيب لا شك أنك ستجد كثيرا من المحاسن في زوجتك، وإن وجدت فيها عيوبا كثيرة، فالنساء أيها الحبيب طبعهن على العوج، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصبر على ما يبدو منهن من نكران الجميل في لحظات الغضب، وأرشد عليه الصلاة والسلام إلى ضرورة الصبر على اعوجاجها، كما بين أن تقويم هذا العوج لن يكون إلا بمفارقتها وطلاقها، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد حذرهن النبي صلى الله عليه وسلم من كفران العشير، وعد ذلك من نقصان دينهن، وأنه من أسباب دخولهن النار، وأخبر بأن الزوج يحسن إلى الواحدة منهن الدهر فإذا رأت منه شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط.

هذه كلها أيها الحبيب تهون عليك ما قد تجده أنت من زوجتك من هذا السلوك، فهو وإن كان ليس سلوكا سويا ولا يقره الشرع ولا يرضاه ولكن في تذكيرنا به من قبل الشارع إرشاد وتوجيه إلى كيفية التعامل معه.

أيها الحبيب ينبغي أن تتذكر دوما أن كل إحسان منك لزوجتك وكل معاشرة منك بالمعروف وإن كانت شيئا زائد عن الواجب فإن هذا كله لا يضيع، فأنت مأجورة على ذلك كله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لم تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في في امرأتك، أي حتى اللقمة التي تجعلها في فم امرأتك فإنك مأجور عليها، فكيف بما هو أكبر من اللقمة، وهذا يخفف عنك ألم النكران الذي قد تجده من زوجتك.

هذا كله أيها الحبيب نريد أن نخلص منه إلى أن الأسلوب الأمثل في معالجة مثل هذه المشكلات ليس هو الطلاق، ولا التهديد بالطلاق، وليس هو بفراق الزوجة ومغادرتها لبيت أهلها، فينبغي أن تكون حكيما في تناول الأمور أحسن في وعظها ونصحها، وترقب أوقات هدوئها واستقبالها للنصح، وذكرها بحقوق الزوج وما أعده الله تعالى لها من الثواب على القيام بذلك، وخوفها من التقصير في تلك الحقوق، أسمعها بعض المواعظ التي تذكرها بهذه الحقوق، وكن أنت حريصا أيضا على أداء هذه الحقوق، وظننا في امرأة مثل زوجتك التي وصفتها بمحافظتها على الفروض ظننا أنها تستجيب للنصح، وأن هذا النصح وإن لم يقض على كل ما فيها من الاعوجاج فإنه سيخفف من ذلك.

وصيتنا الأخيرة أيها الحبيب أن لا تجعل معاقبة زوجتك على ما يبدو منها من أخطاء بحرمانها من بعض الإحسان الذي عودتها عليه، فإن هذا في الغالب لا يؤدي إلى الثمار المرجوة، لا بأس أن تعاقبها بالحرمان في بعض الأحيان، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك مشروطا في علاج مشكلة ما.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات