سعينا في تغيير المدير بسبب سوء تصرفه، فهل ظلمناه بذلك؟

0 350

السؤال

السلام عليكم
أشكركم الشكر الجزيل على ردكم على الفتاوى السابقة، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا موظف في شركة نفطية، وأشتغل بقسم درست في تخصصه 3 سنوات، وعندما تم تعييني بالشركة وجدت بالقسم من هم أقدم مني، وأكبر مني بالسن، ولكنهم لم يدرسوا التخصص الذي نشتغل به، حتى وإن كان فيهم من درسه لكنه لا يهتم بالعمل كثيرا.

منذ بداية تعييني كنت محبا لتخصصي ومجتهدا كثيرا في العمل، ومتفانيا فيه، وأريد أن أتعلم كل شيء جديد به، ولذلك قرر مدرائي مكافأتي، بأن تم ترشيحي لدورة تدريبية قصيرة بالخارج.

علما أن من تعين قبلي بالقسم لم يتحصل على دورة قصيرة مماثلة، وكذلك في الفترة الأخيرة تم انتادبي لوظيفة مشرف للقسم، وبتفضيلي على من قضى 20 سنة في القسم بسبب إلمامي الأفضل بمجال عملي، وقراراتي الصائبة، ولله الحمد.

هل أنا ظالم في هذه الحالة لزملائي الذين تعينوا من قبلي في القسم؟ ويشهد الله أن كل الترشيحات سواء للتدريب أو للوظيفة، كانت من مدرائي ولم يكن لي فيها أي يد؟

علما أني أشتغل بقسم في الشركة النفطية، وكان يوجد عندنا مدير في السابق ولكنه عصبي جدا، ويصعب التفاهم معه، ويهيننا لأتفه الأسباب، ويدخل الأمور الشخصية في العمل! فقرر زملائي كلهم أن نقوم بكتابة ورقة للشركة شارحين فيها ما يتعلق بهذا المدير، ومطالبين بتنحيته.

قد قمنا جميعا بالتوقيع على هذه الورقة وقام زملائي باختياري أنا وشخص آخر للإشراف على القسم بدلا منه، وهذا ما تم بالفعل، فهل نحن ظالمون لهذا المدير؟

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونهنئك على النجاح، وندعوك إلى شكر الله كثيرا، واهب النجاح والفلاح، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، والخوف من شبح الظلم.

نرجو أن تطمئن أنك لست بظالم في الحالتين، بل أنت مثاب على إخلاصك واهتمامك وتفانيك في العمل، ونبشرك بأن المخلص في عمله كأم موسى، كانت تأخذ أجرها وترضع ولدها، والمخلص يأخذ أجرين، أجر الدنيا براتب ورتب ودورات ومكافآت، وينال الثواب من الله.

نحن نوصي كل موظف بالإخلاص والاحتساب، واعلم أن كل ما يعطى للإنسان باجتهاده في العمل وبناء على تميزه حلال، ومن يتكاسل ويتهاون فلا يلومن إلا نفسه، بل هو على خطر عظيم، ومن أخذ الأجر حاسبه الله على العمل، واعلم أن العبرة ليست بالأقدمية وحدها، ولكن المهم هو ما يقدمه الإنسان من مبادرات وإنجازات.

أما بالنسبة للموقف الثاني فإن من حق الموظفين أن يكونوا في بيئة تحفز على العمل، وتضمن الراحة النفسية لكل الموظفين، وإذا كان المدير مصدر ظلم وإساءة للجميع فلا بد من رفع أمره إلى من هو أعلى منه ليتخذ فيه الإجراء المناسب، ولا ذنب ولا لوم على من وقع وشارك.

الممنوع هو كتابة شيء لم يفعله ذلك المدير؛ لأن المسلم مطالب بأن يكون منصفا حتى مع أعدائه، قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).

إذا كتبتم ما هو حاصل وقامت الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات فلا لوم ولا عتاب عليكم، وما حصل فيه مصلحة لكم وللعمل وللجهات القائمة، ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والصدق.

نبارك لك التميز، ونتشرف بالاستمرار في التواصل مع الموقع، ونوصيكم وأنفسنا بتقوى الله والدعاء، وعليكم بالصبر فإن العاقبة لأهله، وعليك بالصدق والانصاف حتى من النفس أو الأقربين، لأن التعامل مع رب العالمين الذي يعلم السر وأخفى.

وفقكم الله وسدد خطانا وخطاكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات