السؤال
أنا شاب بعمر 22سنة، أعاني من النحافة منذ الصغر، وفي الفترة السابقة خسرت تقريبا 3 إلى 4 كيلو، وزني حاليا 40 كيلو، بسبب قلة الوجبات اليومية، والإفراط في العادة السرية، والسهر.
أتناول وجبتين متوسطتين في اليوم، مع وجبة خفيفة مع عقاقير فيتامينات، وليست بانتظام، -والحمد لله- لا أعاني من أمراض بعد مراجعة دكتور الباطنية، الغدة سليمة، وجميع التحاليل سليمة، والدم 14 لا يوجد فقر دم.
عانيت من التهاب الجيوب الأنفية، وسبب لي صوتا في الأذن، ودكتور الأنف والأذن والحنجرة يقول: طبيعي مع استخدام العلك سيذهب.
عندي نوبة (هلع)، واكتشفتها للتو- والحمد لله- لا أستخدم عقاقير، وهي تخف تدريجيا, ولكن نحافتي تحرجني كثيرا أمام الزملاء والأهل، الكل يقول أنت لا تأكل؟ ولكني بالعكس آكل وأشبع سريعا، وأتضمر كثيرا عندما أقف أمام الميزان استخدمت جميع الفيتامينات والأعشاب وكل شيء ولا فائدة.
أبي عندما كان صغيرا كان يعاني من النحافة حتى تزوج، والآن وزنه مثالي.
ما هي نصائحك لي -يا دكتور- هل الأمر وراثي؟ هل مهما أكلت واستخدمت جميع الطرق، هل سأظل نحيفا طول العمر، وشكرا، وأقدر مجهودكم الجبار.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد البديع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك الكثير من الأطعمة تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها مثل: المخللات والسلطات والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات، والتمر والعجوة مع زيت الزيتون، وبعض الأشربة التي تحتوي على الحلبة، والسمسم، والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية، وتحتوي على سعرات حرارية عالية.
الأدوية المضادة للاكتئاب تساعد في علاج نوبات الهلع، وفي نفس الوقت تحسن الشهية، وتضبط الحالة المزاجية مثل: دواء cebralex 20 mg، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية مع الاستمرار على تناول الدواء لعدة أشهر متواصلة، ثم التوقف عنه وسحبه بالتدريج عن طريق أخذ نصف قرص يوميا، ثم نصف قرص يوما بعد يوم لعدة أشهر أخرى، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى تحسن الشهية بالإضافة إلى ما ذكرناه من تناول وجبات خفيفة ومتكررة، ومليئة بالسعرات الحرارية حتى يزيد الوزن، مع تناول كبسولة واحدة رويال جلي، وكبسولة واحدة من اوميجا 3، وكبسولات فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة مرة واحدة في الأسبوع لمدة 2 إلى 4 أشهر.
هناك كثير من الأشياء الطبيعية، وهي آمنة -إن شاء الله- والتي مع تناولها يمكن لوزنك أن يزيد، ومنها الخميرة، وهي عبارة عن فطر، ويوجد منها أقراص وحبيبات ومسحوق، وهي تحتوي على فيتامينات (ب) المركب، وتفيد الأشخاص الذين يعانون من ضعف الأعصاب، ومن النحافة، ومن ضعف الشهية، واستخدامها آمن جدا، وتؤخذ بمعدل حبتين قبل الوجبات 3 مرات يوميا.
كذلك فإن أفضل طريقة للسمنة، وزيادة الوزن، هو شرب عصير موز مع الحليب مرتين يوميا، كذلك فإن التين المجفف المنقوع يضاف إليه حليبا دافئا وملعقة ينسون، وتتركه لمدة ساعة، ثم يؤكل على الريق لفتح الشهية، بالإضافة إلى فاكهة التين الطازج، مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والسماع لترتيل القرآن، والقراءة في كتب السيرة، ورياض الصالحين، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويساعد الدواء على العلاج، ثم الكتابة لنا مرة أخرى على الموقع للاطمئنان على حالتك -إن شاء الله-.
العادة السرية تضعف البصر والبصيرة، وهذه العادة القبيحة تؤدي إلى اضطراب في الشخصية، وحالة من فقدان الثقة بالنفس والانطواء والخوف المجتمعي، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين في حوارات أو في نقاشات؛ لأن المشغول بالعادة السرية عادة لا يقرأ كثيرا ولا حتى قليلا، ووقته مشغول، وفكره مرتبط بهذه العادة والمتعة التي تشعر بها في الواقع متعة زائفة للحظات يتبعها ندم شديد، وتأنيب للنفس لعدة ساعات، ولا يقطع حبل ذلك التأنيب إلا بالعودة إلى تلك الممارسة مرة أخرى، ولكن المحصلة في النهاية ليست في صالحك، بل تأخذ من رصيد حياتك يوما بعد يوم.
لذلك من بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة هي الاعتراف بأنها ممارسة خاطئة، والندم الشديد على فعلها، والرغبة الشديدة في التخلص منها، ثم شغل الوقت بالقراءة والصلاة في جماعة، والدعاء، والذكر، والخروج في نزهة مع الأسرة، وعدم الجلوس منفردا في الغرفة، وترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة، والالتفات إلى الدراسة والثقافة العامة.
وفقك لما فيه الخير.