السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة وعمري 33 عاما، من سنة ونصف تقريبا ظهر عندي صداع على هيئة ضغط على مؤخرة الرأس، وتنميل شديد في الأذن وخلفها وخلف الرأس، مع اهتزاز في جفن العين، وكل ذلك بعد ولادتي الطبيعية بحوالي شهرين، وذهبت إلى طبيب عيون، وأنف وأذن، وباطني، ومخ وأعصاب، وكلهم أجمعوا بأنه لا يوجد مرض محدد، وصفوا لي فيتامينات واوكسيبرال، ولكن الحالة كما هي، لم أستمر على الاوكسيبرال، أخذت شريطا فقط ثم تأقلمت على الألم، وتعاملت معه كأنه صداع توتر، ثم بعد ذلك بحوالي أربعة شهور ظهر ألم بأعلى المعدة، مع غثيان مستمر ولكن بدون قيء، وتناولت موتيليم ودوجماتيل وتحسن الوضع، ولكنه يعود أحيانا.
وبعدها بحوالي ثلاثة أشهر أتاني ألم ولسع كالكهرباء في الرأس والظهر والساق إلى القدم، وأحيانا كف اليد والذراع، وكان مفاجئا وبدون مقدمات، وعملت أشعة على الرقبة والظهر، كلها سليمة -والحمد لله-، وتناولت مضادات للالتهاب ومسكنا، وميلجا للاعصاب وليركا، ولكن الألم والتنميل والتخدر مستمر من حوالي ثلاثة شهور، يزيد الإحساس أحيانا ويقل أيام أخرى، وأحيانا أشعر بدوخة خفيفة، وكان تركيزي ضعيفا، علما بأني قمت بعمل تحاليل دم cbc وكوليسترول، وt3 t4 وأنزيمات كبد ووظائف كلى، وسونار على البطن كاملا، وجميع التحاليل سليمة -والحمد لله-، فهل ما أعاني منة التصلب المتعدد؟ لأني أعاني من التنميل في جميع جسمي ورأسي.
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تشخيص الأمراض العصبية في علم neurology، وعلم neurosurgery يحتاج إلى مستشفى، وإلى استشاري مخ وأعصاب، وإلى فحوصات وأشعة رنين مغناطيسي، ولا يمكن لنا من خلال قراءة بعض العبارات تشخيص المرض بشكل دقيق، ولكن من منظور الطب العام فإن مرض التصلب المتعدد أو multiple sclerosis هو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي، وهو مصطلح يستعمل لوصف الدماغ وحبل العامود الفقري، ويحدث فيه حالة من اضمحلال المايلين وهو الغطاء الدهني (myelin sheath) الذي يغطي الأعصاب، وهذا الغطاء يشبه طبقة البلاستك المحيطة بأسلاك النحاس الكهربائية، وهذا الاضمحلال يحدث نتيجة وجود التهاب في ذلك الغطاء الدهني، وتخف الأعراض أو تشتد حسب مرحلة الالتهاب، أو الشفاء وإعادة بناء ذلك الغطاء.
وبما أن المرض يسمى التصلب المتعدد فإنه يصيب عدة أعصاب في أماكن متفرقة من الجسم، والأعراض تحدث حسب المكان التشريحي لذلك العصب أو غيره، فمثلا إذا كان المحور العصبي الموجود في العامود الفقري هو المصاب، فإنه يتلقى رسائل حسية من الساقين، وعندها يشعر المصاب بوخز أو تنميل، وإذا كان المحور العصبي يحمل أوامر حركة إلى عضلات الساق، قد ينتج عنها بعض الإحساس بالضعف، وإذا كانت الأعصاب المسؤولة عن التوازن داخل الدماغ مثلا هي المصابة، قد يصبح من المستحيل على المصاب أن يتوازن في سيره دون أن يقع.
ويستخدم عقار الكورتيزون بشكل واسع في إيقاف عملية التهاب، أو اضمحلال الغطاء الدهني وعلاج الحالة، ولكن كما قلنا يجب المتابعة مع طبيب مخ وأعصاب للتشخيص والمتابعة، وتجري حاليا الكثير من البحوث حول كيفية محاولة الجهاز العصبي المركزي إصلاح هذه القروح، حيث أن لديه قدرة مذهلة لا تقتصر على التجدد، بحيث أن يمكن للنبضات 'الالتفاف' حول المنطقة المتضررة فحسب، بل أيضا تحدث تغييرات في الدماغ تنطوي على تجنيد خلايا عصبية جديدة ومسارات للتعويض عن ما هو مفقود.
وفقك الله لما فيه الخير.