السؤال
السلام عليكم وبعد:
أنا شخص أعيش في خيالي كثيرا، وأحقق ما لم أحققه في الواقع، أعيش في خيالي بشكل جنوني، فهل هذا خطر؟ وأتحدث مع نفسي وأتخيل شخصا يتكلم معي وأرد عليه، ونبدأ النقاش، وهذا يحدث معي كثيرا، فهل هذا خطر؟
ثانيا: كيف أبقى واثقا من نفسي؟ ماذا أفعل وكيف أتحدث أمام الجمهور؟ فهذا أمر يخجلني، وأتخيل -أيضا- أشياء شريرة في المستقبل تحدث لي، مثل: أن أصاب بحادثة سيارة، وأن يصيبني مكروه في جسدي، وهكذا... فماذا أفعل؟.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
الخيال نعمة عظيمة من الله تعالى، وكيف يمكن أن يعيش الإنسان لولا فسحة هذا الخيال، فحقائق اليوم خيالات الأمس، وخيالات اليوم حقائق الغد كما يقال.
ولكن وككل شيء آخر، ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، فلا بد من محاولة إبقاء الأمر ضمن الحدود الطبيعية المقبولة.
لا أنصح بأن تضع لنفسك هدفا هو الامتناع الكلي عن عالم الخيال، فالأمر مستحيل أولا ولن تستطيعه، وستشعر بالانتكاس في أقرب وقت؛ مما قد يؤثر سلبيا عليك وعلى نفسيتك.
ومن الواضح أنك قد انتبهت الآن لمضار الكثير من عالم الخيال، فأنت تحاول أن تحد من كثرة الخيال. ويبدو أن وراء هذا الميل للخيال شيء من الخجل أو الارتباك الاجتماعي، أو الهروب من الواقع وصعوباته، ولذلك أنت تطلب لو تستطيع الحديث أمام الناس... فانتبه أن لا يدفعك هذا الارتباك للمزيد من الانسحاب أكثر وأكثر من الأنشطة الاجتماعية، ومن لقاء الناس، فهذا التجنب لا يحل المشكلة؛ وإنما يعقـدها ولحد قد يوصل للخجل الاجتماعي، والذي يبدو أنه موجود.
وعليك أن تبدأ من نفسك بالخروج من عزلتك، والاختلاط أكثر بالناس، وعلى الأقل مع أسرتك، وهذا التحسن سيخفف عنك أكثر وأكثر، وهذا بفضل جهودك الخاصة، فاستمر على هذا.
ومما لا شك فيه أن عندك من الإمكانات والمواهب، فاحرص على هذه المواهب التي منحك الله إياها، فهي قد تتيح لك فرصة إضافية للقاء الناس والاختلاط بهم.
حفظك الله ورعاك.