السؤال
السلام عليكم
أنا امرأة متزوجة منذ 14 سنة، زوجي كان ضابط شرطة وتعرض لمتاعب نفسية ترك على أثرها عمله، وكنت بجانبه طوال المدة حتى التحق بعمل آخر، ولم يلبث أن تركه بسبب نفس المتاعب النفسية.
تم تشخيص حالته باضطراب التكيف، ولاحظت عليه أنه عندما يواجه ضغوطا فإنه لا يتعامل معها، بل يعمد إلى تجاهلها، والهروب إلى النوم، فهو يعمد للنوم لساعات طويلة جدا، عندما يكون مكتئبا أو محبطا، وفي المقابل عندما يجد التشجيع والتحفيز والدعم في العمل، أو يوضع في موضع المسؤولية والقيادة، فإنه غالبا ما يبدع وينتج ويكون حيويا وفاعلا، وبمجرد ما يواجه مشكلة ما يقف عندها، فإنه يقف وينهار، المعذرة على الإطالة، ولكن أردت إيضاح طبيعة زوجي.
المهم أنني بعد تركه للوظيفة الثانية كنت معه، وحاولت بكل الوسائل مساعدته نفسيا ومعنويا وحتى ماديا، لكي يبحث عن عمل ونخرج من الأزمة، ولكن عندما لاحظت عدم تجاوبه معي، وتجاهله للوضع الذي نحن فيه، آثرت الانسحاب، خاصة في وجود طفلتين بعمر 3-4 سنوات، وعدم وجود مصدر دخل، بالإضافة إلى أن الظروف أدت إلى فشلي في الدراسة، حيث كنت في السنة الثانية من دراستي الجامعية، ورسبت في جميع المواد.
أخذت بناتي وذهبت لأهلي حيث استقبلوني بكل ترحاب، وكذلك بناتي، وجلست في بيت أهلي طوال فترة الدراسة الجامعية، ولم أطلب الطلاق خوفا من أن يأخذ زوجي بناتي، وفي نفس الوقت كنت يائسة من صلاح حال زوجي، ولم يكن لدي استعداد لخوض التجربة معه مرة أخرى.
تردى وضع زوجي في منزل أهله، وكان وضعه سيئا، بالإضافة إلى موقف أهله السلبي جدا، حيث تركوه ولم يساعدوه في التغلب على الظروف، حتى لم يكن هناك أي تواصل منهم أو منه بشأن البنات، أو بشأني.
في آخر سنة من دراستي الجامعية بدأت أفكر في حالي، حيث أني طوال الفترة السابقة كنت مصممة على صب كل اهتمامي على إكمال الدراسة والنجاح بغض النظر عن الظروف، واتخذت قرارا حينها بأن أضع حدا للوضع بمجرد تخرجي من الجامعة، وفعلا في صيف عام تخرجي قمت بالاتصال بزوجي، تفاجئ جدا وفرح كثيرا ووعدني بالتغير، وفعلا استمررت بالتواصل مع زوجي بالهاتف ومتابعة وضعه وبحثه عن عمل.
تغير حال زوجي كثيرا، وأصبح للأفضل، واستعاد الثقة بنفسه، وأصبح يحضر لمنزل أهلي لزيارة البنات، ولكن لم نتقابل وجها لوجه، حيث أنني أفهمت زوجي أنني لن أستطيع أن أكون معه حتى يحصل على عمل، ويكون قادرا على إعالة أسرة ومنزل.
استمررنا على هذا الحال لمدة سنتين، و-الحمد لله- جمع زوجي المال للمنزل، وكذلك مبلغ جاء به لأهلي كرضوة لطلب رجوعي أنا وبناتي، وعدت لزوجي أنا وبناتي منذ سنتين تقريبا، كانت أمورنا -ولله الحمد- من الحسن للأحسن على جميع الأصعدة، وهذا كله بفضل الله عزوجل، كيف أتعامل مع زوجي لكي لا يعود لحالته السابقة؟ حيث تراودني المخاوف من تكرار نفس الشيء من ترك العمل وتفكك الأسرة.