السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على جهودكم المبذولة في خدمة المجتمع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
لدي استفسار بخصوص استخدام أقراص (فيتامين D)، وأقراص (ادول) بالنسبة للحامل في الشهر الأول، زوجتي -ولله الحمد- حامل في الشهور الأولى، واستخدمت هذه الأقراص قبل علمنا بالحمل، استخدمت الفيتامين ثلاث مرات تقريبا، أما الأدول فاستخدمته مرة واحدة فقط، فما مدى تأثير هذه الأدوية ومضاعفاتها على الجنين؟
وأيضا زوجتي تعاني من هشاشة العظام، فما هي نصائحكم كونها حاملا؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لكل ما يحب ويرضى دائما.
وأحب أن أطمئنك-أيها الفاضل- بأن ما تناولته زوجتك من أدوية لن يكون له أي تأثير على الحمل بإذن الله تعالى, وذلك لعدة أسباب من أهمها:
1- ليس كل الأدوية ممنوعة في الحمل, فكثير منها غير ضار, ومسموح بتناوله بجرعات علاجية, حتى منذ بدء الحمل, ومن ضمن ذلك ( الفيتامينات بأنواعها, والمسكنات من نوع أدول ) أي أن ما تناولته زوجتك يعتبر آمنا على الحمل -إن شاء الله تعالى-.
2- إن الجرعة التي تناولتها زوجتك تعتبر جرعة خفيفة جدا, تكاد لا تذكر, والأدوية يجب أن تصل إلى تركيز معين في الدم حتى تتمكن من أن تحدث تأثيراتها على الأم أو على الجنين.
3- إن تناول الأدوية الضارة وحتى الخطرة في الفترة المبكرة جدا من الحمل, أي قبل أن تعرف السيدة بأنها حامل, يخضع لقانون طبي نسميه: ( كل شيء أو لا شيء )، وهذا معناه كالتالي: إما أن يقوم هذا الدواء الضار بقتل كل خلايا الحمل، ويتوقف تطور الحمل, فيحدث الإجهاض أو أن هذا الدواء لا يؤثر مطلقا على خلايا الحمل, فتستمر هذه الخلايا بالتكاثر, ويستمر الحمل بشكل طبيعي, وتلد المرأة طفلا سليما -بإذن الله تعالى-.
والسبب في هذا التأثير هو أن الحمل في مراحله المبكرة جدا يكون على شكل بضع خلايا قليلة العدد فقط, ولا تكون الأعضاء قد بدأت بالتشكل, والخلايا عندما تتعرض لضرر ما, فإنها لن تتشوه, بل ستموت, وعندما تموت الخلايا, فإن الحمل سيجهض حتما, وأما ما يتشوه, فهو الأعضاء بعد أن تبدأ بالتشكل, ولعل في ذلك كله حكمة ربانية عظيمة.
بالنسبة لهشاشة العظام, فإن كان التشخيص مؤكدا فهنا يجب البحث عن السبب, وعلاج أي سبب إن وجد, ويجب أن تتناول السيدة العلاج المعتاد لهشاشة العظام, كما لو كانت غير حامل, مع إضافة الكمية التي يتطلبها الحمل نفسه من عنصر الكالسيوم, ( ثلاثة أكواب من الحليب يوميا, أو ما يعادلها من مشتقات الحليب ).
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعلى زوجتك ثوب الصحة والعافية دائما، وأن يتم لها حملها على خير.