أريد الراحة والهرب من قسوة أبي، فما رأيكم بالزواج عن طريق المواقع في الإنترنت؟

0 265

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على موقعكم الجميل والرائع.

أنا فتاة أعاني من معاملة سيئة وعنيفة من والدي، يتحكم في أدق تفاصيل أمورنا ولا يعرف أسلوب النصح والإرشاد والعطف، لا يهتم بمرضنا ولا بحالتنا النفسية ولا الصحية، وتعامله مع جميع أفراد العائلة هكذا، ووالدتي ترغب بالانفصال لكن قلقة علينا كثيرا، في هذه الفترة يمنعنا من أتفه الأمور التي تسعدنا، وعند مناقشته يصرخ ويهدد ويتوعد، بخيل وعديم الرحمة والحنان، متجبر متسلط ناكر للمعروف، لم يسمح لي بإكمال دراستي الجامعية إلا بعد جهد جهيد وبعد تدخل جدتي.

تفكيره ضيق جدا ومحدود، وفيه كثير من العيوب ولا أكاد أرى شيئا إيجابيا، تعبت كثيرا وسئمت ولا أستطيع الصبر، فلو صبرت أكثر أشعر بأني سأصاب بمرض نفسي، جميع عائلتنا من المقربين يعلمون بسيطرته وتجبره ومعاملته السيئة لنا حتى أنني بدأت أشعر بشفقة الناس علينا، لا أستطيع أن أدعو عليه فهو والدي، تقدم لخطبتي ابن خالتي لكنه سيء الخلق فقررت أن أهرب بالحلال، فقدمت على موقع زواج وقدمت بياناتي لعل الله يرزقني الزوج الصالح التقي النقي الحنون، فتقدم لي أربعة أو خمسة، منهم من لم يسبق لهم الزواج ومنهم مطلقين، ومحتارة بين اثنين، الأول مطلق بدون أطفال، والثاني لديه طفلين، لا أعلم كيف أكتشف أخلاق ومعادن الناس، أريد زوجا صالحا أعيش معه بسلام وأشعر معه بالسعادة والاستقرار، فقد سئمت الحياة.

أرجو نصيحتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يحقق في طاعته الآمال.
لقد أسعدنا حسن العرض للمشكلة، وإصرارك على معرفة مكانة الوالد رغم ما يحصل منه من شدة وقسوة، ونؤكد أنك في مرحلة من تؤثر ولا تتأثر، فاقتربوا من الوالد، واعلموا أن بعدكم عنه والتفافكم حول الأم من أسباب ما يحصل، وأرجو أن تتذكروا ما قام به الوالد حتى أوصلكم لهذه المراحل المتقدمة في التعليم، وحبذا لو وضحنا أسباب رفضه لإكمال الجامعة، ونشكر له انصياعه لرغبة الجدة، ونهنئك على إكمال التعليم الجامعي.

أما بالنسبة لرحلة البحث عن الرجل الصالح فننصحك بالمشاركة في المحاضرات والفعاليات النسائية، وأظهري بينهن ما وهبك الله من جمال وكريم خصال، واعلمي أنه لا توجد امرأة إلا وهى تتمنى أمثالك من الفاضلات لولدها أو لأخيها أو لأي محرم من محارمها، فلا تحصري نفسك ولا تركزي على النت والمواقع، ولا تقبلي إلا بمن يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، ويكون من أهل السنة والكتاب، واطلبي ممن رغبوا أن يتواصلوا مع محارمك فالرجال أعرف بالرجال.

وقد أحسنت بعدم القبول بمن عنده خلل في الدين، لأن الدين هو أول وأهم مطلوب، ثم عليك بصاحب الخلق القويم، وانظروا بعد ذلك في أسرته وتأكدوا من قدرته على تحمل المسؤوليات، وانظروا في رفقته، وأوقفوا التواصل حتى تتمكنوا من وضع العلاقة في إطارها الشرعي، وليس من المصلحة التمادي في المكالمات والمراسلات إلا بعد وجود الغطاء الشرعي وإعلان العلاقة.

وأرجو أن تتذكر كل فتاة أن الإسلام أرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وأن كرام الرجال لا يستطيعون الوصول إليها إلا بعد طرق الأبواب والثناء على الأسرة، وربما تقديم وجهاء وسطاء، وعليه بعد ذلك أن يقدم صداقا يدل على صدقه، لكن بعض البنات رفضن هذا الإكرام وارتمين في أحضان الذئاب فعبثوا بمشاعرهن وربما بعفافهن بحجة الوعود البراقة والكذابة، والسعيدة من وعظت بغيرها والشقية من جعلها الله عبرة للفتيات والشباب.

وأرجو أن لا يدفعك جو المنزل وتأخر الخطاب للتصرف بعيدا عن الصواب، واعلمي أن الأمر بتقدير القدير، ولكل أجل كتاب، ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

ونسأل الله أن يفقكم وأن يقر أعينكم بصلاح والدكم وبصلاح أحوالكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات