هل من الممكن أن تشملني رحمة الله وأنا أدعو على أهلي الذين ظلموني؟

0 362

السؤال

السلام عليكم

منذ أن جئت إلى الدنيا ووالداي يعاملاني بقسوة شديدة، وإهانة، وضرب، ويشهد الله أنني كنت دائما أحاول إرضائهم، وكانوا يفرقون بيني وبين أختي الصغرى في المعاملة كثيرا، حتى أطلق علي الناس لقب الخدامة، وكبرت، وبسبب دعائهم المستمر علي بأن الله لا يوفقني؛ فشلت في دراستي، ووصلت لسن 32 سنة ولم يتقدم أحد لخطبتي، وإذا حصل وتقدم لي خاطب؛ فإنه لا يرجع، وذلك لكثرة ما كان يدعو والدي ووالدتي علي بأن (قبح الله وجهك)، نعم، كانت لي أخطاء، ولكنها لا تستدعي كل هذا الغضب والدعاء.

أختي الآن متزوجة منذ عام، وحامل، ومن وقتها وأنا أدعو عليهم بمثل دعائهم علي، وأصبحت أحقد على أختي وأكرهها.

أعلم جيدا أن هذا خطأ، وأستغفر الله كثيرا، وأنا على يقين برحمة الله، فهل من الممكن أن لا يستجيب لي الله بسبب دعائهم علي، وبسبب دعائي عليهم، وتحميلهم ذنب ما أنا فيه، وبسبب حقدي على أختي وكرهي لها؟

دلوني، فأنا كل يوم أموت حسرة على نفسي، وأعلم أن ما أفعله خطأ كبير، وهل بكائي وحسرتي يعدان من الاعتراض على قضاء الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fatma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال، ونؤكد أن الخطأ لا يقابل بالخطأ، كما أن الدعاء من الظالم لا يقبل، مع ضرورة تفادي غضب الوالدين، والاجتهاد في إرضائهما، والصبر على قسوتهما، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب؛ نسي ما يجد من الآلام، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يصلح الأحوال.

رغم أنه لم تتضح لنا أسباب ما كان يحصل معك، إلا أننا نؤكد للجميع أن شريعة الله لا تقبل التفريق بين الأبناء في المعاملة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم).

وكم تمنينا أن يدرك الآباء والأمهات أن أبناءهم يستحقون ذلك بكونهم أبناء، والعظيم الذي يسأل الأبناء عن بر آبائهم؛ سوف يسأل الآباء عن حقوق البنات والأبناء.

ونحن لا نريد منك مقابلة دعاءهم عليك بالدعاء عليهم وعلى شقيقتك، كما أننا لا نقبل دعاءهم عليك؛ لأن الأمر قد يقع في لحظات يعطي فيها العظيم العطايا.

ومجرد البكاء لا يعتبر اعتراضا، ولكن المطلوب هو الرضا بقضاء الله وقدره، فتوبي إلى الله مما حصل، وقابلي إساءتهم بالإحسان، وتذكري أن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله.

ونرجو أن ترفعي حاجتك إلى الله، وتتقربين إليه بالطاعات، فإن مفاتيح الخيرات بيده سبحانه، ونسأل الله أن يرزقك برجل ينسيك الجراح، وليعلم الجميع أن الدعاء على النفس والأهل والمال لا يجوز.

ونحن بدورنا نسأل الله أن يوفقك، ويسعدك، ويرزقك من فضله، ونكرر الترحيب بك، وندعوك إلى نسيان صفحات الماضي، وغفر الله لك ولوالديك.

مواد ذات صلة

الاستشارات