السؤال
السلام عليكم
أنا عمري 14 سنة، وخجولة جدا وخجلي يضعني في مواقف محرجة كثيرا، وعندما أخجل يصبح وجهي أحمر، وأحيانا أشعر بأني سأبكي من الخجل، وأنا الآن أعيش في تركيا وأتعلم اللغة ولكن من خجلي لا أستطيع التكلم مع الناس، والجميع يسألني: لماذا لم تتعلمي اللغة إلى الآن؟
أشعر بأن المعلمين والمعلمات في المدرسة يغضبون من خجلي الزائد، وفي المدرسة لا يوجد لدي أصدقاء ودائما أمشي وحيدة، والجميع يسألني: لماذا أنت خجولة إلى هذه الدرجة؟.
أنا أحب الخجل ولكن ليس للدرجة الزائدة، فأنا في المدرسة طالبة مجتهدة، ولكن خجلي لا يسمح لي بأن أكون مجتهدة؛ لأني أخجل، فأنا أسأل المعلمة سؤالا وأخجل أن أجيب على الأسئلة عندما المعلمة تسألنا.
أنا أظن أن خجلي الزائد يمكن أن يكون بسبب زيادة وزني، أنا لست بدينة جدا، ولكن أيضا لست نحيفة؛ لهذا أشعر بالخجل.
أتمنى أن تساعدوني من أجل التخلص من هذه المشكلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن درجة معقولة من الخجل تجعل الفتاة في وضع من الحياء، والحياء شطر من الإيمان، فنحن نريد أن تكون الفتاة -بالفعل- ذات حياء ولديها شيء من الخجل، هذا ليس بالأمر المرفوض، هذه طاقة نفسية إيجابية جدا، لكن -قطعا- إذا كان هذا الخجل شديدا ومعيقا؛ هنا نقول: أنه سوف يؤدي إلى آثار سلبية.
أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تقيمي نفسك، أريدك أن تكوني إيجابية في تفكيرك، انظري لنفسك برؤيا جديدة، وقولي لنفسك: (الذي أعاني منه ليس خجلا، هذا نوع من الحياء، ولكني في ذات الوقت لن أغلق على نفسي، فأنا لست بأقل من الآخرين) وتذكري دائما أن الإنسان مخلوق وكيان اجتماعي عظيم جدا، والتفاعل والتواصل الاجتماعي لا بد منه.
طريقة تفكيرك يجب أن تقوم على هذا النمط. والأمر الآخر: قومي بتطبيقات عملية، أولا -مثلا- في فصول الدراسة: اجلسي في الصف الأول، ولا تشغلي نفسك بالتغيرات الفسيولوجية مثل: احمرار الوجه، أو تسارع ضربات القلب، أو الشعور بالتلعثم، هذه كلها مشاعر ليست صحيحة مائة مائة، هي مشاعر مبالغ فيها تماما.
إذا جلوسك في الصفوف الأمامية وتطوير مهارات التواصل الاجتماعي من خلال أن تكوني مرفوعة الرأس، أن تنظري إلى معلمتك في وجهها بكل أدب وذوق، وهكذا التعامل مع صديقاتك وزميلاتك.
وأريدك أن تختاري فتاة من أسرتك وفتاة تدرس معك، كوني أقرب لهما، تواصلي معهما، ابن علاقة ممتازة وجيدة وراشدة، ودائما حين تقابلين هذه الفتاة -مثلا- اطرحي أنت عليها مواضيع، لا تكوني فقط مستمعة، كوني أنت البادئة، كوني أنت المبادرة، تحدثي في أي موضوع تشائين الحديث فيه، هذا نوع من بناء ما نسميه بالتعريض أو التعرض المتدرج، يعني تعرضي نفسك لمصدر الخوف، والخجل دائما مصحوبا بشيء من الخوف الاجتماعي.
أريدك –أيتها الفاضلة الكريمة– أن تنظري إلى نفسك في المرآة وتتخيلي أنك تخاطبين جماعة كبيرة من الناس، وتحدثي، اطرحي مواضيع. هذا نوع مما نسميه بالسيكودراما، أي أن يقوم الإنسان بنوع من الدراما التي تساعده؛ لتخطي عقبات التواصل الاجتماعي. هذا تمرين مفيد جدا إذا تخيلته بصورة طيبة، وأنت أمام المرآة تصوري أنك تخاطبين عددا كبيرا من زميلات المدرسة وكذلك المعلمات.
أنت الآن تعيشين في تركيا، وأحسب أنك بعيدة من أهلك: هذه فرصة عظيمة جدا لك، بأن تتفاعلي مع زميلاتك، ومع معلماتك ومع صديقاتك.
أريدك -أيضا- أن تحرصي على الأذكار، مثلا حين تتدبرين في هذا الذكر (اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)، تصوري هذا الدعاء العظيم، أنت محفوظة، أنت في كنف الله، لن يصيبك أي سوء، ودائما قولي: (بسم الله الرحمن الرحيم، توكلت على الله) افتتحي بذلك داخليا وأنت مقدمة على أي تفاعل اجتماعي.
أريدك -أيضا- أن تمارسي تمارين الاسترخاء، في أثناء الاسترخاء تصوري أنك تعرضين موضوعا على معلمتك أو على زميلاتك، وموقعنا لديه استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقيها بحذافيرها بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين، سوف تجدين منها فائدة كبيرة، خاصة إذا التزمت التزاما قاطعا بها، قيمتها العلمية مثبتة تماما.
بالنسبة للوزن: حاولي أن تضعي وزنا معينا كهدف بالنسبة لك، ومن ثم اتخذي الخطوات والآليات التي تخفف من وزنك. لا تضغطي على نفسك شديدا، الانخفاض التدريجي في الوزن حتى يصل إلى الوزن الطبي دائما يكون الأفضل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.