السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي بدأت منذ سن الطفولة، وكنت أعاني من الخجل الزائد؛ مما أثر على تحصيلي العلمي، وكنت أمارس العادة السرية، ولم أكن أعلم بخطورة ما كنت أعمله، علما أنني استمررت على ممارستها لتخفيف أي مشكلة تواجهني.
أنا حاليا توقفت عن العادة السرية، ولله الحمد، لكني أعاني من مشاكل، أهمها:
عدم القدرة والتحدث والكتابة بشكل جيد، الملل السريع من كل شيء، عند جلوسي مع أي شخص أمل من وجودي؛ لأني لا أعرف التحدث بشكل جيد، عدم القدرة بالاعتماد على نفسي رغم محاولاتي الكثيرة، أحيانا كثيرة لا يوجد عندي تركيز، وبالأخص عند قيادة السيارة، النحافة الشديدة منذ سن الطفولة، فوبيا من الدم وقيادة السيارة في الطرق المزدحمة، عدم القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين.
لا يوجد عندي أي هواية أستمتع بها عند قراءتي للقرآن، يؤلمني حلقي ولا أستطيع القراءة بصوت عال، ولا أحس بطعم الخشوع بالصلاة، أو بقراءة القرآن.
كثيرا ما أشعر بالذنب على حالتي، والتي لا أعتقد أنها ستتغير بعد محاولاتي العديدة لذلك.
أعتذر لأنني لا أعرف كيف أرتب الكلام بشكل جيد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
- أخي الكريم مشكلتك ربما تكون متعلقة بنقصان الثقة بالنفس، وواحدة من أسبابها هي ممارسة العادة السرية، والحمد لله أنك قد تخلصت منها، فإن شاء الله إذا زادت ثقتك بنفسك سيتحسن كل شيء، وتكون أكثر جرأة ومبادأة.
نقول لك -أخي الكريم- إن حالة الضيق النفسي التي تعرضت لها دفعتك للبحث عن ما تتلذذ وتستمتع به النفس، وللخروج من هذه الحالة بطرق أو سلوكيات مؤقتة التأثير، ومن شأنها أن تزيد من الكآبة لا تخففها، فهي كالمخدر، فاللوم والشعور بالذنب الناتج عن ممارسة العادة السرية يعتبر وقودا لتفاقم المشكلة.
الشعور بالذنب إذا زاد عن الحد المعقول يكون غير طبيعي، وأيضا إذا لم يكن هناك شعور بالذنب فالأمر غير طبيعي، فالشعور بالذنب من فوائده أنه يجعل الإنسان يحاسب نفسه، ولا يتمادى في الخطأ، أما إذا كان زائدا فربما يصل بالإنسان مرحلة اليأس، وينعكس ذلك سلبا على صحته النفسية.
وللخروج من هذه الدائرة تذكر قول الله عز وجل: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم) 53 الزمر.
- فمن المؤكد أن لديك قدرة على التحدث والكلام، فقط تحتاج لكسر الحاجز الوهمي، والأفضل أن تبدأ محادثاتك بالتعريف بنفسك، والتعبير عن مشاعرك تجاه المواقف الحياتية المختلفة، ثم طرح الأسئلة على محدثك، وحاول التعليق على ما يذكره أو يقوله لك، واكسر حاجز الصمت بالحديث في الأمور العامة.
- التزم بفعل الطاعات، وتجنب فعل المنكرات لتقوى العلاقة بينك وبين المولى عز وجل، فإذا كنت مع القوي فستكون إن شاء الله أقوى، ولا تخف من شيء مخلوق، وقم بتعديد صفاتك الإيجابية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يوميا.
- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل أنظر إلى من هم أقل منك، وأحمد الله على نعمه.
- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجما أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجل من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارة معينة، أو نبغ في علم معين؛ مر بكثير من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيء ما بسبب الخوف من الخطأ، لا يتعلم ولا يتقن صنعته.
- لا تستعجل في الإجابة عن الأسئلة المفاجئة، وحاول إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضع نفسك في دور المدافع، بل ضعها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلم كيفية إلقاء الأسئلة، ومارسها أكثر من الإجابة على أسئلة الآخرين، واعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضا.
- بالنسبة للضيق والتوتر حاول ممارسة تمارين الإسترخاء فستساعدك كثيرا إن شاء الله، وتجد تفاصيلها في الإستشارة رقم: (2136015).
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.