كثرة التسويف جعلت حياتي بلا معنى وحرمتني السعادة والرضا، ما الحل؟

0 378

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة متزوجة، وأم لثلاثة أطفال، وحياتي مع زوجي عادية، وأعاني من التسويف في كل شيء، في الأكل والشرب، حتى الصلاة حيث لا أستطيع أن أؤديها بخشوع، إنما لأرتاح من تأنيب الضمير، وأعاني من الأحلام المزعجة والتي تتعلق بالموت والمرض والخوف.

أنا لست راضية عن نفسي، ولا أشعر بالسعادة أبدا، وليست عندي أهداف أسعى لتحقيقها، فهل أنا مريضة نفسيا؟ فأنا لا أصلي الفجر، وأشعر أن صلاتي غير مقبولة لأنها بلا تركيز ولا خشوع، ويصعب علي ذلك، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: نحن لا نرى من خلال عرضك ما يدل على مرض نفسي، بل غالب ظننا أنه يدل على كسل وخمول، وهذا الأمر يحتاج منك أن تعرفي أسبابه.

ثانيا: يبدأ العلاج الأساسي في مثل هذه الحالة بتبني مفاهيم جديدة، قائمة على شعار: (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد).

ثالثا: أحيانا يكون التردد أو التأجيل ناجما عن طول التفكير، أو غياب الأهداف المرحلية التي تريدين الوصول إليها، وللتغلب على ذلك يكون بوضع أهداف رئيسة، وأهداف مرحلية تطبق كل يوم.

رابعا: عدم الشعور بالخشوع له أسباب كثيرة، نذكر بعضا منها:
1- الوقوع في المعاصي، وخاصة صغائر الذنوب، قال تعالى:{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه).

2- الإسراف في المباحات؛ لأنه يعود النفس على الراحة والكسل والخمول، وبالتالي ترك الطاعات، أو عدم فعلها بالشكل والكيفية المطلوبة، فينشأ في النفس حب لهذه المباحات، واستثقال للطاعات، وعدم الصبر على أدائها، يقول المولى -عز وجل-: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.

3- صحبة أصحاب المعاصي، أو المسرفين في تعاطي المباحات؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل )، فمتى ما صاحبت أهل المعصية: فإما أن تقعي فيها معهم، وإما أن ترينهم يفعلونها ولا تنكري عليهم، وكلاهما منكر ويؤدي إلى الفتور.

4- ضعف التفكير في الموت وأمور الآخرة؛ لأنها ترقق القلب، ومن ذلك زيارة القبور، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إني نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن فيها عبرة) رواه أحمد، وفى رواية: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور؛ فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة)، فتذكر الموت والآخرة يجعل الإنسان دائما في شعور حي، واتصال وثيق بالله؛ لأنه يستقر في وجدانه أنه مهما طال عليه العمر فإنه ملاق ربه -عز وجل-، وعدم تذكر الموت والآخرة يؤدي إلى نسيان الهدف من الحياة، وبالتالي إلى الفتور والكسل والدعة.

هذه هي أهم الأسباب باختصار، ونرجو منك عرض هذه الأسباب، والتفكير فيها جيدا، مع العلم -أختنا الفاضلة- أنه لا عقوبة إلا بذنب، فأكثري من الاستغفار والتسبيح والذكر؛ فإن هذه من أعمال اللسان التي لا تتطلب وقتا مخصصا لها، ولكنها تفيد في صفاء القلب، وخلوه من المعاصي والذنوب، فيمكن الإكثار منها في المواصلات، وقبل النوم، وفي كل حال.

رابعا: الأحلام المزعجة قد تكون أمورا طبيعية، فلا تفسريها تفسيرا سلبيا، وعليك المحافظة على الرقية الشرعية، مع زيادة الهمة، ووضع برنامج عملي، له هدف مرحلي تطبقينه كل يوم.

الرقية الشرعية سنذكرها لك، ونتمنى منك أن تحافظي عليها، صباحا ومساء:

أولا: الرقية من القرآن الكريم:

1- بسم الله الرحمن الرحيم { الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}. آمين.

2- بسم الله الرحمن الرحيم { الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}.

3- { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون}.

4- { الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم}.

5- { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}.

6- { إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}.

7- { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار}.

8- { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين}.

9- { وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين}.

10 { وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}.

11- { قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى}.

12- { والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد * رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}.

13- { هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم}.

14- { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.

15- { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون}.

16- { وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا}.

17- { قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين}.

18- { قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد}.

19- { قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد}.

20 { قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس}.

ثانيا: الأدعية الواردة في السنة:

1- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .
2- أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.
3- أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.
4- أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون.
5- اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته.
6- اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم إنه لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك.
7- أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم، من شر ما خلق و ذرأ و برأ، ومن كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن ربي على صراط مستقيم.

8- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط المستقيم.

9- تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو وإليه كل شيء، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله.
10- حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوق، حسبي الرازق من المرزوق، حسبي الله، هو حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، حسبي الله وكفى، سمع الله من دعا، وليس وراء الله مرمى.
11- حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
12- بسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك.
13- أسال الله العظيم، رب العرش العظيم أن يشفيك.

نوصيك -أختنا- بالإكثار من الدعاء، ونسأل الله أن يذهب عنك هذا الهم والغم، وأن يرزقك الإخلاص والثبات، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات