هل يصح أن أتحدث مع من يرغب بخطبتي بالهاتف حتى تسمح له ظروفه ويخطبني رسميا؟

0 332

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة جامعية، أعجب بي زميلي، ويريد الارتباط الجاد بي، وهو شخصية محترمة حقا، ومعروف عنها ذلك من بداية سنوات دراستي، لكن ظروفه الحالية -كطالب- لا تسمح بأن يطلب يدي من أهلي، ونريد أن نتعرف على بعضنا البعض أكثر من الجهة الثقافية والاجتماعية، فهل هناك حرج (شبهة) إن تكلمنا في الهاتف، أو عبر الوسائل الالكترونية، أو ساعدنا بعضنا في الدراسة؟ مع العلم أننا جادين في أمر ارتباطنا، وكذلك طريقة حديثنا، وما نقوله.

شكرا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح لك الأحوال، وأن يجمع بينكما بالحلال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

وأرجو أن تعلم كل فتاة مسلمة أن الإسلام أرادها مطلوبة عزيزة، وجوهرة مكنونة، ودرة غالية، فلا يستطيع أي رجل مهما كان أن يصل إليها إلا بعد طرق الأبواب، ومقابلة أهلها الأحباب، وتقديم الثناء والمدح، بل ودفع صداق يدل على صدقه.

وكم تمنينا أن تدرك بناتنا أن رفضها لتقديم التنازلات من ضحكات، وجلسات، وكلمات، ينقص قدرها عند من يريدها، ويفقدها ثقة أهلها، والأخطر من ذلك عصيانها لربها.

ومن هنا فنحن نقترح عليكم إيقاف العلاقة، والتوبة من كل تجاوز وإن كان طفيفا، لأننا لا ننظر إلى صغر الخطيئة، ولكن ننظر إلى عظمة من تعصيه سبحانه، ولا مانع بعد ذلك من بناء علاقة على قواعد الشرع بعلم الأهل من الطرفين، وإن لم يكن ذلك ممكنا؛ فيمكن أن يحصل تعارف بين والدتك ووالدته، ثم تقول والدته نريد فلانة لفلان، وهذا أسلوب معروف بين الناس، وهو ما يشبه الحجز للفتاة، وفي هذه الحالة ينبغي أن تتوقف العلاقة، لأنه لا يوجد غطاء شرعي للعلاقة.

وليت شبابنا وفتياتنا يدركون أن الخير كل الخير في الاحتكام إلى آداب الإسلام في إدارة العواطف، حتى لا تبدأ العلاقة الشرعية مستقبلا بشيخوخة عاطفية مبكرة، كما أن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة.

والتعارف الحقيقي والحب الحلال لا يحصلان إلا بعد الرباط الشرعي، لأن في مطالبة الرجل بالمجيء للبيوت من أبوابها؛ اختبار لصدقه ورغبته، أما العلاقة المفتوحة بين الشباب والفتيات؛ فكلها تمثيل وإظهار للمحاسن فقط.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونشكر لك السؤال الذي يدل على خير فيكم، وعلى رغبة في ربط العلاقة بالدين، وهذا ما جعلنا نطمع في التمسك الكامل بقواعد الشرع الحنيف.

نسعد باستمرار تواصلكم، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الحلال.

مواد ذات صلة

الاستشارات