أرى رؤيا غريبة ولا أتمكن من تفسيرها

0 457

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تحتاج مساعدتكم، وتريد جوابا للأحداث والأمور التي تحدث لها، مع العلم بأنني لست خائفة؛ لأن الله وهبني قلبا لا يخاف، ولكنني أشعر بغرابة ما يحدث لي، ولكنني أتجاهل هذا الشعور، حتى لا أتعمق بالتفكير وأقع فيما يغضب الله.

بدأت الأحداث منذ خمسة أو ستة أعوام، وهي في ازدياد مستمر، هي خوارق، لقد بدأت الأحداث على شكل رؤيا، وبعدما صحوت من نومي رويتها لأمي، وكانت المفاجأة بأن أحداث الرؤيا ترجمت على أرض الواقع أمامي.

أنا من الأشخاص الذين يمشون أثناء نومهم، وسأروي لك مثالا لما يحدث لي، فقبل أربعة أعوام أثناء الليل، وجدتني أمي وأنا أمشي ليلا وأشير بإصبعي إلى بركة الماء الموجودة في المنزل – نأخذ منها الماء لتعبئة حاوية الماء الكبيرة في سطح المنزل بالمضخة -، مكان البركة تحت بلاط المنزل، وجدرانها من الإسمنت الثقيل، ويتم تغطيتها بغطاء حديدي صغير، وفي تلك الأثناء كنت أردد بأن السحر مدفون في هذه البركة.

حينما صحوت في صباح اليوم الثاني لم أتذكر شيئا مما حدث، كل ما أتذكره أنني رأيت رؤيا ووصفت فيها أشياء دقيقة فقدت من منزلنا، ولم ينتبه أحدا لفقدها، علما بأن منزلنا مليء بالمشاكل والهموم التي لا يعلمها إلا الله، وبعد فتح البركة والبحث اتضح لنا أنه بالفعل سحر، قمنا باستخراجه من المكان الذي أشرت إليه، وعثرنا على الأشياء المفقودة التي رأيتها في الرؤيا.

ليست الرؤيا هي المشكلة، بل ما بدأ يحدث لي من بعدها، أصبحت تحدث لي أمورا غريبة، أصبحت أرى في الواقع أشياء لا يمكنني وصفها، أرى أجساما سوداء تمتاز بالطول، أو أشياء بيضاء تطير إن كنت بالخارج، أقنعت نفسي بأن ما أراه خيالا ، فبدأت بتجاهلها، ولكنها ازدادت حتى أصبحت أراها في غرفتي بالعين المجردة، ولكنني كنت أتجاهلها وأكمل نومي بعد قراءة آيات من القرآن الكريم، تطور الأمر حتى أصبحت أشاهد الحركة، وأسمع ضربا في الباب، وأرى تفتيشا في غرفتي، وتحريكا لأوراقي وكتبي، كنت أتجاهل هذا كله، ولكن الأمور في تطور دائم، أصبحت أشم أحيانا روائح تشبه رائحة الحريق، وأسمع من ينادي باسمي، خاصة أثناء ساعات عملي، ولكنني لا أرى أحدا، وأغرب ما حدث لي أنني أسمع أحدا يتكلم ويهمس بأذني في أمور معينة، وحينما أذهب وأتحدث عنها أراها تترجم واقعا.

الهمس الذي أسمعه يأتي فجأة دون سابق إنذار، وتتكرر معي دائما رؤيا الجن، ولكنني أقرأ آية الكرسي، أرى في منامي الأفاعي، وتكون الرؤيا بأنني أقوم بقطع رؤوسها بالسكين أو الفأس، وكانت آخر رؤيا بالأفاعي تتمثل على شكل أفاعي صغيرة تهجم علي، ولكنني كنت أقطع رؤوسها، وكنت أرى أفعى مقطوعة الرأس تسقط من السماء، علما بأنني متدينة ومواظبة على صلاتي، أسمع الهمس أحيانا وأنا نائمة، ويكون الهمس تنبيها لصلاة الفجر، أسمع الهمس مرددا الآية الكريمة: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}، علما بأنني طبيعية جدا، ولا أتعاطى أي شيء، ولا أتناول أية أدوية.

أخيرا رأيت رؤيا لم يفسرها لي أحدا، وهي رؤيا النبي سليمان، تفاقمت رؤياي حتى أصبحت أراها في وضح النهار، أصبحت أحلامي واقعا، حلمي الذي سأرويه لكم هو ما دفعني للكتابة لكم، كنت في تلك الليلة متعبة جدا من العمل ومرهقة، حلمت برجل أسود طويل، يحمل بيده كتابا أبيضا، وخلال الحلم استيقظت من نومي، وكنت نائمة على جنبي، فنمت على ظهري، كانت المفاجأة أنني وجدت هذا الرجل الأسود واقعا حقيقيا أمام عيني، وجدته عند قدماي واقفا وينظر لي، سألته: من أنت؟ فأجاب: أنه إبليس نفسه، أو الشيطان نفسه، ولكنني قلبت نفسي لأكمل نومي ولكن بالجهة الأخرى، ظل هو واقفا ولم ينصرف، بعد استيقاظي أكملت يومي بشكل طبيعي.

ما هذا الذي يحدث لي؟ أشعر بأن تجاهلي وعدم خوفي، يؤدي إلى زيادة تلك الأحداث، وإلى تطورها، أنا مؤمنة بأنه (ولو اجتمعت الأنس والجن ليضروك..)، فأنا مداومة على قراءة القرآن في المنزل مع الرقية الشرعية.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sam sun light حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة، المتوكلة على الله - إن شاء الله - في موقعك إسلام ويب، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يزيدك إيمانا، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لسنا وحدنا في هذا الكون، والجن عالم من العوالم التي خلقها الله، فمنهم المسلمون، ومنهم الكافرون المجرمون، وقد يكون معنا في البيوت عوامر، والجن يتشكل بالأجسام السوداء، والقطط، والأفاعي...إلخ.

ولا يملك الجن ولا غيرهم القدرة على الحاق الضرر، أو دفعه إلا إذا قدر القدير، فكيد الشيطان ضعيف، والكون ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

والجن قد يصدق في ما يخبر به، وإنه لكذوب، وكل ذلك واضحا من خلال النصوص الصحيحة، وقصة الجني الذى يأخذ من الصدقة، ويمسك به أبو هريرة، فيزعم أنه لن يعود، ثم يزعم أنه صاحب عيال وحاجة، والرسول - صلى الله عليه وسلم -، يقول لأبى هريرة: أما أنه كذبك وسيعود، إلا إن قال أتدرى من تحدث منذ ثلاث؟ بل من عجيب أمر ذلك أنه علمه قراءة آية الكرسي، وخواتيم البقرة، وهما وصفه لإبعاد الشيطان وقهره، ثم قال النبي لأبي هريرة: إما أنه صدقك، وإنه لكذوب.

وأكد العلماء أن الجن قل أن يصدق، وأنه لا يعلم الغيب، والمرات النادرة التي يصدق فيها، هل من استراقه السمع كما في القرآن؟ وأحيانا ينقل ما سمع من السماء، ويلقي بها قبل أن تدركه الشهب وترجمه.

ونحن نحيي فيك الثبات، وندعوكم إلى عرض الأمر على راق شرعي من الأثبات، وعرض الرؤى على معبر صاحب صلاة، وصدق، وخبرة؛ حتى تنتفعوا من توجيهاتهم، وزيدي من الأذكار والتحصينات، وطالبي أهل المنزل بالمحافظة على الأذكار، والمواظبة على طاعة الواحد القهار، واستحضار عظمة العظيم، وحقارة الشيطان الرجيم.

وهذه وصيتي لكم، بتقوى الله فإنها سبب لتيسير الأمور، وبها توفيق الله، والخروج من الورطات، وعليكم بكثرة اللجوء إلى الله، والصبر، فإن العاقبة لأهله.

سعدنا بتواصلك مع موقعك، ونسعد بالاستمرار حتى نتابع ما يحصل، ونتعاون في الخير، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات