السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدم لي خاطب قبل نصف سنة تقريبا، وحدثت مشاكل ولم تتم الخطبة، وأنا أريد هذا الشاب من كل قلبي، فصليت صلاة الاستخارة إن كان هذا الشاب خيرا لي، وأدعو الله أن يعيده لي، واستمعت لدروس دينية ومجموعة من الأدعية ونظمت جدولا لكي أدعو الله تعالى، ولكن كلما أردت أن أدعو الله نفرت من الدعاء كل مرة لأسباب مختلفة، فتغيرت أنا كثيرا للأسوأ، وتغيرت حياتي للأسوأ ولكني ما زلت متعلقة بهذا الشاب، أحيانا أشعر أنه شاب جيد وأحيانا لا، فحدث صراع في داخلي أشعر أنه سيلازمني، لا أعرف ما الحل، رجاء هل يمكنكم مساعدتي؟
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
رغم أنه لم يتضح لنا نوع المشكلات الحاصلة والأطراف المتسببة فيها والأسباب، إلا أننا نؤكد لك أن المسألة بيد الشاب، وإن كان فيه خيرا فسوف يأتيك الله به، وإلا فعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، ومن هنا يتضح لنا المعنى اللطيف في ختام دعاء الاستخارة، (فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) فقد يكون في الأمر شرا ويتعلق به الإنسان، وعليه فنحن ننصحك بالرضا بقضاء الله وقدره، وثقي أن الذي يختاره الله لك أفضل مما تختارينه لنفسك، وقد قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار).
لا مانع من الدعاء واللجوء إلى الله، وحبذا لو رددت (إن كان فيه خيرا فارزقني إياه، وإن لم يكن فيه شرا فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به)، ونتمنى أن تقبلي على الله وتشغلي نفسك بطاعته، وكوني عونا للضعفاء ليكون العظيم في حاجتك، وتوكلي على الله واستعيني به، ولا تشغلي نفسك بما لا يفيد، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن الذين آمنوا، ولكن ليس بضارهم شيء إلا بإذن الله، وثقي أن رزقك سيأتيك فلا تشغلي نفسك بما تكفل الله به، وتتركي أو تهملي ما كلفنا الله به من العبادة والإقبال عليه.
وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر فإن العاقبة لأهله، وقد سعدنا بتواصلك وسوف نسعد أكثر إذا وصلتنا المشكلة التي أدت للفشل في إكمال المشوار، وطبيعة الأسرة هنا وهناك، ونوع الآثار التي تركها الخصام ورأي أسرتك.
نسال الله أن يوفقك ويسدد خطاك وأن يرحمك ويتولاك.