أخطأت في اختيار زوجي، وأريد الانفصال، فما توجيهكم لي؟

0 248

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو منكم مساعدتي في حل مشكلتي التي أتعبتني.

عمري 23 سنة، جامعية، ومتزوجة منذ 3 شهور، المشكلة أني أخطأت في اختيار زوجي، فهو صغير بالسن، ويكبرني بعدة شهور، ويحمل شهادة ثانوية، وليس لديه أي خبرة أو ثقافة، إلى جانب أنه يسكن بمدينة بعيدة جدا عن أهلي.

عندما وافقت عليه كان قراري عاطفيا؛ لأن الجميع كان يقول لي بأنه يحبني جدا، تعرقلت خطبتنا عدة مرات، ولكنه كان يعاود خطبتي من جديد، وهذا جعلني أتمسك به، وبعد الزواج اكتشفت بأنه لا يصلي، وأيضا ليس لديه أي معلومات دينية، وعرفت بأنه يدخن، ويقضي أكثر وقته بالدوام، ومدمن جدا على الألعاب بالجوال، شخصيته جدا ضعيفة، ولا يحسن التعامل مع الأمور، ويحتاج دوما إلى النصح والتوجيه مني، أو التدخل من قبل أبيه حتى في أتفه الأمور، كما أنه لم يستطع الدخول بي لضعف الانتصاب لديه.

رجعت لبيت أهلي بعد عدة مشاحنات معه ومع أهله، وقررت الطلاق، لكنه وعدني بأنه سوف يحافظ على الصلاة، وسيحاول أن يترك الدخان، وأنه سوف يسعدني ولن يقصر بحقي، رجعت له تعاطفا معه، لأنه حنون جدا، وهو الشيء الوحيد الذي أراه فيه أنه إنسان حنون وطيب ولا يرفض لي طلبا، ولكني الآن نادمة، فأنا غير مقتنعة به كزوج لي، تفكيره سطحي جدا، وأشعر بأنه كالطفل، ولا أجد معه الأمان والسعادة.

في البداية أخذت الأمور بصدر رحب، وحاولت أن أصلح قدر المستطاع، كنت أنصحه للصلاة بشتى الطرق، وكنت أدعو لنفسي وله بالصلاح، واتفقت معه أن لا يدخن داخل البيت.

وبالنسبة لموضوع الجماع:
فقد استشرته بالموضوع، واتضح لي بأنه لا يحمل أي ثقافة من هذه الناحية، تقبلت الوضع، وطلبت منه أن يحضر منتجا من الصيدلية عسى أن يساعدنا، لأني كنت أحمل له مودة وتقبلا، ولكني لست كالسابق، لم أعد أراه إلا كأخ لي، فأنا لا أتحمل أبدا أن يكون زوجي إنسان صغير، ولا يعرف شيئا بالحياة، ويحتاج أن أعلمه وأرشده دوما لكل شيء، حتى في الأمور التي هي من مسؤوليته كرجل.

خلال السنة القادمة سوف أرجع لمدينتي، لكي أكمل دراستي عند أهلي، وهو غير معارض.

لقد تعبت كثيرا، صحتي تدهورت، أصلي وأقوم الليل وأقرأ القرآن كثيرا، وأدعو الله كثيرا أن يرشدني إلى ما فيه خير أمري.

لا أعرف ماذا علي أن أعمل؟ أريد أن أطلب الطلاق، وأن أرجع لأهلي، وأكمل دراستي وحياتي معهم، وأتخلص من هذا الزواج، فقد أصبح بالنسبة لي مثل الكابوس.

كيف لي أن أطلب الطلاق وأنا وافقت على أن أعود له منذ أسبوع فقط؟ فالأمور صعبت علي، وأصبحت لا أستطيع التركيز والنوم والعيش بسلام.

أشعر بالذنب والخطأ بأني تزوجت منه، وهو يحاول أن يعطي ما يستطيع وفقا لظروفه وتربيته، وأهله لم يخطئوا بحقي، ولكني لست سعيدة بزوجي، ولا بهذا البعد، ولا أرى شيئا يستحق أن أتغرب من أجله، وأتردد بين مدينة زوجي ودراستي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

نحن لا نؤيد فكرة الطلاق إذا كان الإصلاح ممكنا، وإذا واظب على الصلاة، وترك الدخان؛ فإن باقي الأمور سيكون حلها سهلا بحول الله وقوته، وإذا كان أهله قد أحسنوا التعامل معك؛ فأرجو أن يكون ذلك دافعا للاستقرار والاستمرار.

ولا مانع من إكمال الدراسة، وأعجبتنا موافقته على دراستك، وأفرحنا ثناؤك عليه بما فيه من اللطف والحنية، ونسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد.

ولا يخفى على أمثالك أن التوافق لا يحصل إلا بعد فترة، إذ لابد من تعارف، وتنازلات، وتفاهم، وتعاون، وتوافق، وتآلف، والمرأة صاحبة تأثير، والواضح أنه قابل للتطور، فكوني عونا له على الخير.

ولا يخفى على أمثالك أن الطلاق لا يكون حلا إذا كان بينكما حب، كما أن فشله في الفراش لن يستمر على الغالب، خاصة إذا وجد منك التشجيع والتثقيف والتعاون.

حاولي أن تتذكري الإيجابيات التي جعلتك تقبلين به، ثم ارصدي ما عنده من المحاسن، واعلمي أن القرار الناجح الصحيح هو ما بني على دراسات شاملة، ونظر في العواقب والمآلات، والإنسان لا يندم على التأني، لكنه يندم على العجلة والمطالبة بالطلاق بعد هذه الفترة الوجيزة مؤشر على عدم الفهم وقصر النظر.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالاستخارة؛ فإنها طلب للدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.

وقد سعدنا بتواصلك، ونسعد بالاستمرار في التواصل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يأخذ بناصيتك إلى الخير، وأن يوفقك ويسعدك.

مواد ذات صلة

الاستشارات