أعاني من الخجل والوسواس القهري وعدم القدرة على مواجهة الناس، فماذا أفعل؟

0 185

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

مشكلتي أنني أعاني منذ فترة من نتف الشعر والكتمة وشعور بالضيق والوساوس وقضم الأظافر، فكانت تراودني أفكار غريبة عندما أرى سكينا، أو أية آداة حادة، ينتابني خوف من أذية أحد، فأبعدها عني، كما أنني عند النوم تتردد في رأسي أفكار تزعجني، مثل سب الرسل، فأحاول الاستغفار إلى أن أنام.

كما أنني أعاني من مشكلة الخجل والخوف من المواجهة وقلة الكلام، ففي دراستي كنت دائما متشائمة، وأصعب الأمور، وأكره الممرات خوفا من المواجهة، فأنا أفكر كثيرا كيف سألقي السلام؟ وكيف سيكون شكل ابتسامتي؟ وماذا علي أن أفعل وأقول؟ وأحاسب نفسي كثيرا وألومها، كما أنني لا أتحدث أبدا عندما أكون خارج المنزل، إلا عندما يسألني أحد فأجيب بنعم أو لا وبصوت منخفض.

وأعاني أيضا القلق من الوحدة، فأنا كنت أتجنب خلق المشاكل مع صديقاتي خوفا من الوحدة في المدرسة، حتى لو أخطأت إحداهن في حقي، طالما أنهن سيبقين بجانبي، فأكون راضية ومرتاحة ببقائهن معي.

عندما دخلت المرحلة الجامعية عانيت كثيرا من مشكلتي، ومن المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الطالب الجامعي، فكنت اخاف كثيرا من الأنشطة، وتقديم العروض والبحوث الميدانية، فكنت أتجنبها، وأفضل القيام بإعداد المهام المكلفة بها في المنزل، ومن ثم باقي أفراد مجموعتي يقومون بعرضها.

كنت دائما قلقة، تعبت كثيرا في دراستي، فتفكيري محصور في زواية ضيقة، فلم أعطي مستواي الدراسي وعلاماتي الوقت الكافي من الاهتمام، كان أهم شيء عندي أن أكون بعيدة عن محط الأنظار والحديث، -والحمد لله- استطعت إكمال دراستي الجامعية، وكنت سعيدة جدا على مقدرتي في إنهاء المرحلة الجامعية.

ذهبت إلى طبيب نفسي، وشرحت له مشكلتي، وتعلقي بالعزلة، والخمول وحب الوحدة، وعدم رغبتي في الحديث، وازدياد معدل البكاء دون سبب، فوصف لي دواء باروكسيتين 40 ملجم، وداومت عليه لمدة شهر ونصف.

و-الحمد لله- تحسنت نفسيتي، وقل بكائي، ووصف لي أيضا دواء ابليفاي نصف حبة لمدة أسبوع، ومن ثم حبة كاملة، كعلاج للوسواس القهري، و-إن شاء الله- سأبدأ بتناولها، أرجو إفادتي، هل هذه الأدوية مناسبة لي؟ وهل أستمر في أخذها؟ وما هي أعراضها ومخاطرها؟ وكيف أساعد نفسي على الخروج من عزلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

قطعا الأفكار التي تأتيك هي أفكار وسواسية، وخاصة أن مستواها مؤلم للنفس ومحتواها مخيف أيضا للنفس، وهذا يسبب لك القلق والشعور بالذنب، والوسواس القهري من هذا النوع يعالج بعدم المناقشة وعدم التحليل، والتصدي له من خلال التجاهل والتحقير والاستخفاف به، والوساوس حين تكون شديدة ومطبقة تؤدي إلى عسر في المزاج واكتئاب ثانوي من النوع البسيط، وأعتقد أن هذا هو الذي أصابك.

هذه الحالات -إن شاء الله تعالى- تعالج، بشيء من العزيمة والإصرار والتفكير الإيجابي، والإغلاق على الوسواس، وتطوير منهجيتك الحياتية والاجتماعية -إن شاء الله تعالى- تحسين بالرضا وطيب النفس.

الخمول والعزلة لا بد أن تعالج من خلال الإصرار على الإنجاز وعلى الأداء، والإنجاز والأداء لا يتمان إلا إذا وضع الإنسان في اعتباره أن الزمن غالي جدا، والزمن يجب أن يستثمر استثمارا صحيحا، وحسن إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة. اجعلي هذه مفاهيمك - أيتها الفاضلة الكريمة –.

أما الأدوية فهي أدوية ممتازة، الباروكستين بجرعة أربعين مليجراما تعتبر جرعة ممتازة جدا لعلاج الوسواس، لعلاج المخاوف، لعلاج العزلة، ولتحسين المزاج. من المهم جدا أن تلتزمي بالدواء التزاما شديدا، وتتبعي التعليمات الطبية في هذا السياق، وعقار (إبليفاي) أيضا دواء جيد، وأعتقد أن الطبيب أعطاه لك كدواء داعم وجعل الباروكستين كعلاج أساسي.

بالنسبة لأعراض هذه الأدوية: ليس لها أعراض رئيسية أبدا، ربما تؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، لأنها تزيد القابلية نحو الحلويات، فكوني حذرة في هذا السياق، بخلاف ذلك فهي لا تحمل أي أعراض خارجية.

مساعدة نفسك تكون بالالتزام الصارم من خلال حسن إدارة الوقت، وأن تكتبي جداول يومية تطبقينها، والخروج في بداية الأمر يفضل أن يكون مع إحدى صديقاتك أو أحد محارمك أو شيء من هذا القبيل، وبعد ذلك اخرجي لوحدك، والمهم هو المثابرة والتكرار، لأن تكرار الفعل هو توثيق وتدعيم له مما يجعل الإنسان لا ينتكس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات