تغيرت طباع زوجتي واهتمامها بي بعد الحمل.. ساعدوني بالحل

0 333

السؤال

السلام عليكم.

خطبت منذ عامين وتزوجت منذ شهرين، وزوجتي حامل منذ شهر، ولكن الآن لم تعد تهتم بي كالسابق، تكلمني دقائق، وتقول: أنها مجهدة وتعبانة وتريد أن تنام، أطلب منها تغيير البطاقة لتكون معي هنا في الخارج تقول: أنا تعبانة هذا الأسبوع الجاري، هي لا تتصل بي إلا إذا اتصلت أنا، ولا تبدأ بالسؤال عني وعن أحوالي إلا عندما أنا أتصل.

الآن أصبحت أمل من هذه الطريقة، وعدم الاهتمام، ما الحل؟ ساعدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد ذكرت- أيها الأخ الفاضل- بأن زوجتك لم تعد تهتم بك كالسابق, ويفهم من كلامك هذا بأنها كانت تودك وتهتم بك قبل الحمل, وأن التغير الذي حدث عندها قد حدث مرافقا للحمل, وهذا أمر طبيعي جدا, ويحدث بنسبة عالية جدا عند النساء خلال الحمل, ويجب عليك تفهمه, فزوجتك لا تقصد إهمالك, ولا تقصد صدك أو إهانتك, لكن كان من الواجب عليها أن تكون حريصة ولبقة في اختيار كلماتها عند التحدث معك.

على كل حال إن زوجتك قد لا تكون هي نفسها مدركة لما يحدث لها, فهذا أول حمل لها, وما يحدث لها هو أمر خارج عن إرادتها, فهو بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسمها خلال الحمل, وهي أيضا بحاجة إلى تفهمك ودعمك وصبرك، وأن تحسن الظن فيها, خاصة في هذه الفترة الحرجة من الحمل.

إن هرمونات الحمل ترتفع بشكل كبير جدا, وتؤدي إلى زيادة الجهد على القلب، ويمكن تشبيه الجهد الذي يضاف على القلب, كالجهد الذي يتطلبه الصعود على السلم إلى الطابق السادس, لكن الفرق هو أن هذا الجهد في الحامل سيكون على القلب بشكل متواصل وبدون استراحة طوال 9 أشهر.

كما أن الارتفاع الشديد لبعض الهرمونات التي ترخي عضلة الرحم لتثبت الحمل, (وأهمها هرمون البوجسترون)؛ يؤدي إلى شعور الحامل بالإجهاد المستمر, ويزيد لديها الرغبة في النوم, وهذا يحدث حتى عند من اعتادت السهر, وبعض الحوامل قد لا تتمكن من السهر إلى ما بعد الثامنة مساء.

ويجب التذكير أيضا بأن الحمل يؤدي إلى زيادة عدد مرات التبول, مما يضطر الحامل الى أن تصحو من النوم عدة مرات, من أجل إفراغ المثانة, أي أن نومها سيكون متقطعا مما يزيد من شعورها بالتعب والإرهاق.

والحمل نفسه يؤدي أيضا إلى كثير من الأعراض الجسمية مثل: الغثيان, الإقياء, حرقة في المعدة, ضيق النفس, تسرع القلب, الآلام في الظهر والبطن وغير ذلك، وهذا كله يجعل من الحمل -وخاصة في الثلاثة أشهر الأولى- سببا للشعور بالإرهاق والتعب, ولكن الخبر الجيد هو أنه ومع تقدم الحمل, وانتهاء الشهور الثلاثة الأولى سيتحسن الحال, وستشعر زوجتك بأنها قد استعادت نشاطها وقوتها ثانية بإذن الله تعالى.

لكني أنبه هنا إلى ضرورة أن تقوم زوجتك بمراجعة الطبيبة المختصة, وذلك لعمل بعض التحاليل الأساسية الخاصة بالحمل وللتأكد من عدم وجود سبب مثل فقر الدم, أو قصور في الغدة الدرقية, أو غير ذلك؛ مما قد يكون مشاركا في إحداث هذه الأعراض أو زيادة حدتها.

أنصحك - أيها الفاضل- بإظهار تفهمك وتعاطفك واهتمامك بما تعاني منه زوجتك, واحذر من معاملتها بالمثل, فهذه فترة وستمضي, وما سيبقى منها في ذهن زوجتك هو كيف كانت ردة فعلك, وكيف كان تعاملك معها, فاستغلها فرصة لتثبت لها حبك وتفهمك وتمسكك بها مهما كانت الظروف التي تمر بها.

نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات