السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة في كلية الهندسة وعمري 22 سنة، أصاب بحالة غريبة أثناء المحاضرات، عند بداية المحاضرة ترتفع دقات قلبي وترتفع حرارتي، وأصاب بدوار خفيف يجعلني لا أركز جيدا، وهذا الشيء يزعجني لأنه يؤثر على دراستي، وأرجو المساعدة في أمر آخر: أثناء أداء الامتحان أصاب بنسيان ولا أستطيع حل شيء، فما هي الأطعمة أو الوصفات التي تساعد على التركيز؟
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لست مريضة من الناحية النفسية، هذا مجرد تفاعل فسيولوجي نفسي معروف جدا أنه يحدث عند المواجهات، وبداية المحاضرات حتى وإن كانت مألوفة بالنسبة لك إلا أن بعض الناس يأتيهم شيء من الإحساس بالرهبة، وهذه الرهبة تؤدي إلى تغير ونشاط في الجهاز العصبي اللاإرادي، ومهمة هذا الجهاز هو أن يحفز الإنسان ويجعله في حالة تأهب قصوى حين يكون في مواجهة ما، وعندما تحدث هذه المواجهة يتحرك هذا الجهاز العصبي ويفرز مادة تسمى (أدرينالين)، وهذه المادة من خصائصها أنها تقوي ضربات القلب ليضخ كميات أكبر من الدم حتى تتغذى العضلات وترتوي بكميات أكبر من الأكسجين، لتهيأ الإنسان لهذه المواجهة، وقد يحدث شيء من الرعشة البسيطة، وشيء من الدوار، وبعض الناس يحسون أنهم يتلعثمون عند الكلام، هذه – أيتها الفاضلة الكريمة – عملية فسيولوجية طبيعية، وهذا نسميه بقلق الأداء أو قلق المواجهة.
أريدك دائما أن تجلسي في الصف الأول، لأن المبدأ النفسي الرصين هو مواجهة المخاوف وليس تجنبها، التجنب يزيدها، يقويها، يجعلها أكثر شدة، أما المواجهة وتكرارها وعدم التجنب فهو العلاج الأساسي المناسب، وأريدك أن تتخيلي أنك جالسة في الصف الأول وأتى المحاضر، ثم بعد ذلك طلب منك أن تقدمي عرضا ما، عيشي هذا الخيال بكل تفاصيله، وهذا نسميه التعرض في الخيال. إذا لا تتجنبي، إنما واجهي.
ودرجة الحرارة لديك لا ترتفع ارتفاعا كبيرا، قد ترتفع ربع إلى نصف درجة، وهذا ناتج من تدفق الدم، لأن القلب أصبح يدق ويضرب ويضخ كميات أكبر من الدم، وعدم التركيز قطعا هو ناتج من هذه الحالة القلقية البسيطة.
بجانب ما ذكرته لك من سبل علاجية يجب أن تطبقي تمارين الاسترخاء وتتدربي عليها بدقة، تمارين التنفس خاصة الشهيق الزفير بقوة وبطء مع مسك الهواء في الصدر، هذا له نفع وفائدة كبيرة جدا، ارجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015).
سيكون أيضا من المفيد لك أن تتناولي دواء بسيط جدا وهو (إندرال)، والذي يسمى علميا (بروبرالانول) يفيد جدا في مثل هذه الحالات، تناوليه بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة عشرة مليجرام، وهذه جرعة بسيطة جدا، استمري عليها لمدة أسبوع، ثم اجعليها حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم حبة صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، والإندرال بهذه الجرعة لا توجد له أي آثار جانبية، فقط لا يسمح للذين يعانون من الربو بتناوله.
أيتها الفاضلة الكريمة: عليك أيضا بالنوم المبكر، فهو يحسن التركيز جدا، والصلاة الخاشعة تحسن التركيز، وتلاوة القرآن تحسن التركيز، ولا بد أن تكون لك أنشطة على مستوى الأسرة والبيت، وكذلك التواصل الاجتماعي مع صديقاتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.