السؤال
السلام عليكم
عندما كنت صغيرا شخص الطبيب حالتي بالإصابة بالحمى الروماتيزمية، وأمرني بأخذ البنسلين، وأنا آخذ البنسلين منذ أكثر من 8 سنوات!
ذهبت إلى طبيب قلب وقال: إن قلبي سليم، ولا أحتاج البنسلين، فهل فحص القلب وحده كاف؟ فكل الفحوصات الطبية لدي سليمة، ولكني أشعر دائما بوجع في مفاصلي، منذ فترة بعيدة.
أكاد أجزم بأني ولدت مع وجع المفاصل هذا، ودائما أشعر بالكسل والخمول، وعدم الرغبة في المذاكرة، وكنت قد قرأت في فتوى سابقة أن من تظهر عليه هذه الأعراض فهو محسود، ويجب أن يرقي نفسه أو أن أحدا يرقيه، وأنا أرقي نفسي باستمرار، وجدتي أيضا ترقيني باستمرار، علما أنني -والحمد لله- متفوق في دراستي، وأشعر بتحسن نسبي، -وليس كبيرا- كما أني محافظ على الصلاة والصوم وذكر الله عز وجل.
لدي عدد كبير من الوساوس، ولكني بفضل الله -عز وجل- أستطيع التحكم فيها، ولا تؤثر علي كثيرا، وفي بعض الأحيان بسبب ازدحام الأفكار والوساوس داخل رأسي أشعر بصداع رهيب، وكأنما رأسي على وشك الانفجار، وكأني سأصاب بانهيار عصبي.
منذ نحو 6 أشهر أصبحت أحلم بكوابيس كل يوم، ونمت في غرفتي ومعي أحد إخوتي، ومهما غيرت المكان لا تختفي، مع أني أقرأ أذكار ما قبل النوم، وأحافظ على قراءة كتاب الله عز وجل، وفي بداية النوم أشعر بأن شيئا ما يمسكني، ولا أستطيع الحراك، ثم أستيقظ من النوم، كما أن هذه الكوابيس تأتيني بصفة مستمرة وكثيرة، ولا أدري ماذا أفعل؟!
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: الطبيب الذي نصحك بتناول الـ (البنسلين) كوقاية من الحمى الروماتيزمية -حتى لا تؤثر على القلب- قراره كان صحيحا، ونصحه وإرشاده لك في مكانه.
هذا المجال ليس مجالي، لكن فيما أذكره من أيام ممارستي الطبية الأولى أن البنسلين الوقائي يجب أن يستمر عليه الإنسان حتى يبلغ عمر الثامنة عشر، وقلبك سليم، هذا بفضل الله تعالى، ثم العلاج الوقائي الذي تناولته، فاستشر الطبيب.
قطعا الفحوصات الاستقصائية الكاملة لسلامة القلب يجب أن تشمل الأيكو أي الموجات الصوتية للقلب، لكن قطعا الأخ طبيب القلب الذي قال: إن قلبك سليم من خلال خبرته يستطيع أن يعرف إذا كان هنالك حاجة لإجراء صورة موجات صوتية أو ما يعرف بالأيكو أو أي فحوصات أخرى، فيجب أن تقتنع بقوله لك هذا، ولا تقلق.
أنت لديك قلق الوساوس، وقلق الوساوس بالفعل يجعل الإنسان حساسا جدا حول أي أعراض جسدية، وتكون هنالك مخاوف وتوجسات مستقبلية.
أرجو ألا تهتم بهذه الأفكار، أن تحاصرها من خلال تجاهلها، والحمد لله تعالى أنت متميز، وما يأتيك أثناء النوم أو في بدايات النوم هذا بالفعل مزعج، وهو نوع من الهلاوس الكاذبة، وهي معروفة جدا، تحدث للأشخاص الذين لديهم بعض القلق.
أيها الفاضل الكريم: لا تقلق، كن مسترخيا قبل النوم، احرص على الأذكار، توقف عن تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، واجعل وجبة العشاء خفيفة جدا ومبكرة، هذا يقلل هذه الظاهرة تماما.
أنا أرى أنك محتاج لأحد مضادات قلق المخاوف الوساوسي، وعقار (فافرين) والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين) سيكون هو الأفضل لك، لكن لا تتناول أي دواء إلا بعد أن تذهب وتستشير الطبيب، الطبيب النفسي سوف يفيدك، وإن لم يكن بالإمكان أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي حتى الطبيب الباطني أو طبيب الأسرة – طبيب الرعاية الصحية الأولية – يمكن أن يفيدك في ذلك كثيرا.
عش حياتك بكل قوة، بكل أمل ورجاء، واجتهد في دراستك، وكن بارا بوالديك، ورفه عن نفسك بما هو طيب وجميل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.