تغير شعورها نحوي وطلبت الطلاق، فما العمل؟

0 293

السؤال

السلام عليكم

تزوجت منذ عام ونصف، وبفضل الله لم تحدث مشكلة أبدا إلا بعض المشاكل الخفيفة، والتي كانت تحل في نفس الساعة، علما بأني قد عاهدت الله وزوجتي أن نبعد الخصام عن حياتنا، ولم أجعلها تنام في ليلة إلا وقد صفت نفوسنا.

ولكن المشكلة ظهرت قبل الحج بأسبوعين عندما أرسلت لي زوجتي رسالة على الموبايل: بأنها شعرت باختلافنا عن بعض في الطباع، وأني لم أعد أهتم ببعض الأشياء كأن أقول لها: أحبك بكثرة، أو أضع يدي على كتفها، وأشياء مثل هذه.

وعدتها بالتغيير، وغيرت من نفسي، ولكن بعدها بشهر قالت لي: إنها لم تعد تشعر بأي شيء نحوي مهما فعلت؛ لأنها هي من طلبت مني ذلك.

المشكلة الحقيقية الآن: أنها لم تعد تشعر بأي شيء أفعله، وهذا أدى إلى أنها تطلب الطلاق، مع العلم أنه عندما يناقشها أهلها فإنها تمدحني، وتذكر خلقي وحسن المعاملة، ولكن تقول: إنها هي التي عندها المشكلة، إنها غير قادرة على الشعور بأي شيء نحوي.

الرجاء الإفادة في حل المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يسعدك وزوجك، وأن يكتب لكما الخير حيث كان وأن يرضيكما به.

لا شك أن الحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة، وأنه يعتريها ما يعتري الحياة بطبيعتها، يوم يسرك ويوم قد يسوؤك، هذه طبيعة الحياة، مجبولة على الكدر والبلاء، كما قال الشاعر:
جبلت على كدر وأنت تريدها ،،، صفوا من الأقدار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ،،، متطلب في الماء جذوة نار
فالعيش نوم والمنية يقظة ،،، والمرء بينهما خيال سار
وإذا رجوت المستحيل فإنما ،،، تبني الرجاء على شفير هار

تلك طبيعة الحياة بصفة عامة، والحياة الزوجية بصفة خاصة.

من خلال رسالتك بدا أنك شخص متفاهم وخلوق وعاقل، ولكن يبدو أنك لم تشبع زوجتك من الحنان والود، وهذا ما أثر على نفسيتها، وجعلها في مثل تلك الحالة النفسية القاسية، وحين طلبت منك يبدو أنك فعلت ما قالته نصا، وهذا خطأ، فحديثها أن تضع يدك على كتفها ينبغي أن تفهم منه أنها تريد قربك، وأنها تريد أن تستشعر حنانك، لكنك -أخي الحبيب- لما قمت بما قالته سرب إليها الشيطان: أنك تفعل ذلك لأنها طلبت دون رغبة منك، وهذا ما جعلها لا تستشعر أي حنان منك.

نريد منك الآن أن تفعل ما يلي:

1- اكتب إليها رسالة بين لها عن حبك لها بأسلوب فيه كثير من الإطناب، واذكر لها أن فارقا هائلا بين الحب وبين التعبير عنه، فالحب شيء، والتعبير عنه شيء آخر، وإذا غاب التعبير لا يعني قط أن الحب قد غاب، وأخبرها أنك متفهم لما أغضبها.

2- قم بدعوتها على العشاء دون أن يكون ذلك بناء على موعد مسبق، واستثمر هذا العشاء في الحديث إليها حبا وودا، على أن يتخلله هدية مناسبة لها؛ فإن الهدايا لها وقع طيب على الزوجات.

3- اعتمد على أسلوب المفاجأة؛ فإن هذا مما يسعد المرأة.

4- الحوار وسيلة مهمة، بل أهم وسيلة لكسب قلب الزوجة، اجتهد أن تتحدث إليها، واجعل المدخل -مدخل الحديث- في الثناء عليها وعلى خلقها وكرمها وحبك لها، ضخم أي شيء فيها جميل، فطبيعة المرأة أنها تحب المدح، وتكره النقد خاصة في مثل تلك الحالة، أكثر من مدحها، واجتهد أن تستنطقها فيما تحب وفيما تكره، وستجد خيرا كثيرا في ذلك.

لا تنس أن تدعو الله أن يؤلف بين قلبيكما، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات