تقدم لخطبتي شاب طيب وخلوق ويحافظ على الصلاة لكن به عيوب جعلتني أنفر منه

0 318

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي بالتفصيل أنه تقدم لخطبتي شاب طيب وعلى خلق يحافظ على الصلاة وواجبات الدين، وحدثت الرؤية الشرعية واستخرت الله -عز وجل- ثم تمت الخطبة وعقد القران؛ لكي يتسنى لنا التعارف بشكل جيد، ولكن هناك بعض الأمور التي باتت تحيرني وتجعلني أفكر جديا بالانفصال منها: أنه قد يسمع الأغاني ويشاهد الأفلام، ويتحدث مع الفتيات في إطار العمل.

أنا -الحمد لله- ملتزمة بحجابي وشرائع ديني، وأحافظ على الفروض والسنن، وأجاهد نفسي دائما أن أسير على الصراط المستقيم، وكنت أتمنى أن أرزق بزوج يعينني على الخير ويدفعني للجنة، لكنني أشعر أن خطيبي لا يذكرني بالله أو بالآخرة، بل يحتاج إلى أن أذكره أنا وأحثه دوما على ما يجب عليه فعله وما يجب عليه اجتنابه، وهذا الشيء يقلقني لأنني أشعر بأنني لو تكاسلت عن بعض أمور ديني، فلن يقويني هو أو يدفعني لطاعة الله -عز وجل-.

مشكلة أخرى باتت تؤرقني أيضا، وهي أنه قصير فهو في طولي تماما، ومنذ فترة بدأت أشعر أن شكله غير مقبول وأشعر بالحرج من طوله وشكله، وبالرغم من مميزاته الأخرى فهو طيب ومحترم وخلوق، لكنني أخاف أن أتغاضى عن هذه الصفة الآن ثم بعد الزواج لا أستطيع أن أتغاضى عنها، وخصوصا أن كل من حولي يخبرونني أني أخطأت الاختيار وأني أستحق الأفضل، حتى إخوتي ووالدي، لدرجة أنني أصبحت أتمنى لو أن هذا الشاب لم يتقدم لي ولم يخطبني، كي أرتاح من ذلك الصراع الداخلي بيني وبين نفسي وكل من حولي، كما أن والدي أصبح لا يطيقه أبدا، ولا أعلم ما هو سبب رفض والدي الشديد له الآن رغم موافقته في بداية الخطبة؟

كل ما يؤرقني ويخوفني من الانفصال هو أن أكون ظلمته لأنه لم يخطئ بحقي، ولم يقصر تقصيرا بالغا، وأخاف أن يعاقبني الله إذا طلبت الطلاق منه وتقدم لي شخص آخر بعده، مع العلم بأنني أصلي الاستخارة بشكل شبه يومي منذ عقد القران.

أرشدوني بارك الله فيكم فأنا في أشد الحيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي: أولا: شكر الله لك تدينك وحرصك على طاعة الله، وعلى الزواج من رجل متدين صاحب خلق وتقي، واعلمي أن الله سيختار لك الخير ما استعنت به.

ثانيا: الخطبة -أختنا الكريمة- لا تعد زواجا، وإنما هي وعد بالزواج، ومتى ما استشعر أحد الطرفين عدم وجود الرغبة وأفصح للطرف الآخر من غير تجن عليه، فإن هذا لا يعد نوعا من أنواع الظلم، بل قد يكون الظلم في الموافقة على شخص أنت تعلمين أنك لن تستطيعي أن تسعديه، لتفاجئي بعد الزواج بأنك صرت ثيبا وربما حاملا، وبعدها فإن قرار الانفصال يصبح له مرارة على الجميع، ولذلك نكرر لك -أيتها الفتاة-، إذا لم تكوني راغبة في الزواج من خطيبك ومقتنعة به فلا تقدمي على الموافقة إلا بعد إزالة المعوقات؛ لأن الانفصال قبل الزواج أرحم بكثير من تبعاته بعد الزواج.

ثالثا: هناك عوامل محددة ينبغي أن تكون محسومة قبل الزواج، أولها: الدين والخلق، ثم مرغبات النكاح من الشخص الذي تريدين الحياة معه، فإذا لم تجدي من مرغبات النكاح أو وجدتي من المعوقات ما يصرفك عنه، فلا حرج عليك ولا يعد هذا ظلما للرجل.

رابعا: هناك أمرا لفت انتباهنا ونريدك أن تجاوبينا عليه هو: هل لرفض الأهل وخاصة الوالد وكلام الناس من حولك أنك كنت تستحقين أفضل من ذلك، هل له تأثير عليك حتى صرت غير مقتنعة بالشاب؟ أو أنك أصبحت تجتهدين في إظهار بعض السلبيات لتقنعي نفسك برفضه؟ نقول لك هذا لأنك قلت عنه أنه قصير وأن شكله ليس مناسبا، والأصل أنه لم يقصر فجأة، ولم يتغير شكله فجأة، إذن فالنظرة عندك قد تكون هي التي تغيرت، وأنت من تستطيعين الإجابة على السؤال.

خامسا: نريدك أن تجلسي مع والدك لتتعرفي منه عن الأسباب التي دعته لتغيير رأيه، واستمعي لها بعناية، وانظري هل هي أسباب واقعية أم هي مجرد أمور فرعية؟ مع عدم التغافل عن عمرك الحالي، فأنت في منتصف العقد الثالث وهذا يعد كبيرا نسبيا، ولذلك نرجو منك أن تضعي هذا الأمر في حسابك.

سادسا: إننا نطمئنك -أختنا- أن القرار الذي ستأخذينه هو الخير لا محالة، لأنك استخرت الله، وفائدة الاستخارة أنها لا تسلمك إلا إلى خير، فأملي في الله خيرا وثقي أن الله سيقدر لك الخير حيث كان.

نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح إنه ولي ذلك ومولاه، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات