السؤال
السلام عليكم.
أنا أعاني دائما من الضغط النفسي والقلق، خاصة عندما أكون بمفردي، وأي مشكلة تحصل لشخص أجعل لها أسبابا وأحمل نفسي المسؤولية.
لو كنت أقود السيارة ووقع حادث مرور بجانبي، أقول في داخلي: أنا الذي ضايقت سائق السيارة، وجعلته يرتكب الحادث! أعرف أنها وساوس لكن دائما هكذا، يصبح وجهي أحمر وأصبح قلقا.
ما نصائحكم لي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أريدك أن تسمى هذا ضغطا نفسيا، أنت لديك درجة من القلق، لديك درجة من الحساسية في شخصيتك، وربما شيء من الوسوسة، والقلق.
أخي الكريم: دائما انظر إليه كطاقة إيجابية، كطاقة محركة من أجل الفعالية والإنتاجية، وأن يكون الإنسان مجديا ومفيدا لنفسه ولغيره.
إذا القلق إن وجد حتى ولو كان بشدة، وكان قلقا متطفلا، أو قلقا غير صحي؛ يمكن أن نحوله إلى قلق صحي إيجابي.
حتم على نفسك ألا تكون عجولا، وعبر عما بداخلك؛ لأن الاحتقانات الداخلية للأشياء الصغيرة تتحول إلى قلق نفسي داخلي. الجأ لتمارين الاسترخاء، وأكثر من الاستغفار، هذا كله فيه خير كثير لك.
من الواضح أن شخصيتك تحمل الكثير من جوانب الخير واللطف، فأريدك أخي الكريم أن تشبع متطلبات شخصيتك من خلال الانخراط في أعمال الخير، والجمعيات الاجتماعية، هذا يؤدي إلى الكثير مما يمكن أن نسميه بالإشباع النفسي كما ذكرت لك.
لا مانع – أخي الكريم –: أن تتناول دواء بسيطا مثل: عقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويسمى علميا باسم (فلوبنتكسول) مضاد للقلق، وهو جيد جدا، والجرعة هي حبة واحدة – قوة الحبة نصف مليجرام – تناولها صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم تناولها صباحا لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناول الدواء.
ممارسة الرياضة الجماعية مفيدة جدا لك، وقطعا تطور نفسك مهنيا من خلال وظيفتك المحترمة وهي العمل في سلك التعليم، وبعد ذلك من المفترض أن تقدم على الزواج؛ لأن فيه خيرا كثيرا، ويؤدي إلى الاستقرار النفسي، وحين يستقر الإنسان نفسيا تتبدل أسبقياته وأولوياته، ويتحول القلق إلى طاقة إيجابية تفيده وتفيد أسرته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.